اخبار البلد
وصف المفكر والمحلل السياسي ناهض حتر جماعة الإخوان المسلمين بالثعالب، فيما ردّ مسؤول في الحركة الإسلامية عليه بالقول إن هذه المصطلحات متوقعة منه.
وقال حتر في بداية حديثه لبرنامج "نبض البلد" على فضائية "رؤيا" ليل السبت الأحد، إن الأردنيين يعيشون اليوم بين ذئاب (الدولة الرسمية) وثعالب (الإخوان المسلمين).
وأضاف حتر الذي يروّج لما يسمى بالمشروع الوطني الأردني، أن الإخوان يريدون قانون انتخاب يؤدي إلى وطن بديل.
من جانبه، رد القيادي في الحركة الإسلامية مراد العضايلة بالقول إن هذه المصطلحات ليست جديدة على حتر الذي يكررها منذ سنوات على حد قوله.
وأضاف رداً على الاتهام لجماعته بأنهم ثعالب، "أربأ بنفسي" الهبوط إلى هكذا مستوى من المصطلحات والاتهامات.
وقال إن كافة القوى السياسية والشعبية تتوافق على صيغة محددة بما يخص قانون الانتخاب.
من جهة أخرى، اتهم حتر الإخوان بالسكوت عن كافة قضايا الفساد عندما كان هو ومن معه في الحركة الوطنية الأردنية، يحاربون فساد أشخاص بعينهم في مؤسسات الدولة.
لكن العضايلة أشار إلى أن الفساد لا يتوقف عند الأصول والمنابت، في إشارة إلى الأسماء التي أوردها حتر، وغالبيتها من أصول فلسطينية.
وقال العضايلة رداً على ذلك، إن كثيراً ممن هم من أصول شرق أردنية، ومحافظين، ترأسوا حكومات مررت كثيراً من اتفاقيات بيع مؤسسات القطاع العام.
على صعيد ذي صلة، تساءل حتر عن سبب صمت الإسلاميين عن ما يقول إنه عملية تجنيس مليون فلسطيني في الفترة الأخيرة.
وقال إن الزيارة الأخيرة للوفد الإسلامي برئاسة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد إلى قطاع غزة المحاصر، حمل تصريحاً للأخير يشيد فيه بغزّة المحررة.
وتساءل الكاتب الجدلي لماذا لا يعود 300 ألف غزّي في الأردن إلى غزّة المحررة.
في هذا الإطار، رد العضايلة بتأكيد أن غزّة لا زالت محاصرة ومعابرها محاصرة من دول عربية وأميركا ومن يواليها.
وقال إنه حال فتح غزّة سيعود أهلها إليها وهذا حق لهم.
وعن قضية الوطن البديل، التي اتهم حتر الإخوان بالترويج إليها، قال العضايلة إن الوطن البديل مجرد فزاعة ترددها الدولة لوقف الإصلاح.
وقال العضايلة إن حتر لا يمتلك وصفة للإصلاح في الأردن، بل هي وصفة مستنسخة من مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي، موزعة على الدوائر الرسمية في الدولة.
وتحدث حتر أيضاً عن زيارة وفد أميركي للأردن في عهد حكومة عون الخصاونة للحديث حول تجنيس مليون فلسطيني.
واتهم الإخوان بلقاء مسؤولين أميركيين، بيد أن العضايلة نفى ذلك.
وقال العضايلة إن مسؤولي الحركة الإسلامية لم يلتقوا مسؤولاً أميركياً واحداً منذ الحرب على العراق عام 2003,.
وبينما حدد حتر مطالب الحراك الأردني بوقف الفساد وتنمية المحافظات، وقوننة قرار فك الارتباط، اعترض القيادي الإسلامي على النقطة الأخيرة.
وقال العضايلة إنه لم يسمع أي حديث من الحراك حول قوننة ودسترة قرار فك الارتباط الذي صدر شفوياً عام 1988.
وقال إنه لا يردد هذه القضية سوى محمد الذهبي عام 2006، ويرددها ناهض حتر.
من جانبه، اعتبر حتر تقسيم الأردنيين "جريمة" وقال إنه يرى في كل من حصل على الجنسية الأردنية قبل عام 1988 أردنياً، بغض الطرف عن أصله.
لكنه استدرك بالقول إن قوننة فك الارتباط القانوني والإداري بالضفة الغربية من شأنه وضع حد لكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية.
وقال إنه مستعد للتخلي عن فك الارتباط كاملاً في حال تم سحب الاعتراف بالسلطة الفلسطينية وإعادة حركة حماس للولاية الأردنية، باعتبارها حركة أردنية.
وطالب حتر بحزب إسلامي أردني من حيث الأجندة، معتبراً حزب جبهة العمل الإسلامي ذي أجندة إقليمية وليست أردنية.
إلى ذلك، اعتبر العضايلة طرح حتر ليس له علاقة بأجندة الحفاظ على الأردن، لافتاً إلى أن الأخير يريد حزباً إسلامياً بـ"DNA" أي وفق مواصفات يريدها.
وقال العضايلة إن الحركة الإسلامية حريصة على الوطن واستقراره، خصوصاً عندما حمل "آخرون" لم يسمّهم، السلاح في وجه البلد.
وأكد أن تقسيم الناس أردني وفلسطيني أمر مرفوض.
ورد حتر مقاطعاً أنا أقول "الأردنيون شعب واحد لكنني أتحدث عن العلاقة بالضفة الغربية" ووجه سؤالاً للعضايلة "هل تسحبون اعترافكم بالسلطة الفسلطينية".
إلى ذلك، نفى القيادي الإسلامي رغبة الحركة بمكاسب ذاتبة، كاشفاً عن عرض قدمه مؤخراً مسؤول كبير بمنح الإسلاميين مقاعد في البرلمان لقاء مشاركتهم في الانتخابات المقبلة.
وقال إن مناصب الوزارة عرضت على الإسلاميين في عهد الحكومتين السابقين، لكنهم رفضوها.
وعلى الصعيد السوري، اتهم حتر الإسلاميين بالتحالف مع أميركا وإسرائيل ضد سوريا، فيما أكد العضايلة أن جماعة الإخوان تنظر لموقف الرئيس السوري ونظامه مع شعبه الذي يقصفه ويقتله.
وقال العضايلة إن الإسلاميين رفضوا التدخل الخارجي في سوريا، لكنهم مع تسليح المعارضة السورية.
وثار حتر ليتهم العضايلة والإخوان بأنهم "جماعة حمد بن جاسم" ويسعون للحرب الأهلية، فيما وجه العضايلة الاتهام لنظيره بأنه "مع شبيحة النظام" السوري.
وقدّم الحلقة المثيرة الزميل محمد الخالدي، وأعدّها شرف أبو رمان.