تطلق عامة الناس على الزوجة لقب «الحكومة»، تماما كما يطلقون على السجن «بيت خالتي». أظن الموضوع واضحا ودلالاته وتجلياته.
وقد دعاني صديقي «حاتم السيد» على حفل عشاء بمناسبة خطوبة ابنته البِكر «هديل» في مطعم بـ «جبل اللويبدة» ونطق اسمه بالانجليزية «المكسّرة» وعندما سألته عن العنوان، قال «صدقني ما بعرف، بس لازم تيجي إنت والمدام».
قلتُ له: يا حاتم حدا بروح ع المطعم وبوخذ سندويشة معه؟
رد: هيك بدو أبو نسب، والمقصود والد العريس.
طارت زوجتي من الفرح بعد أن أخبرتها بالدعوة، وبخاصة وهي تشكو من نُدرة سهراتي معها خارج المنزل. والسبب بالمناسبة بسيط، فـ»حكومتي» نباتيّة، بعكس باقي
«الحكومات». ودعوات العشاء التي أتعرّض لها عادة ما تحفل باللحوم والشحوم وخلافه .
وطبعا أنا «بتلكّك».
لكنه صديقي حاتم، ولا أستطيع ان أذهب الى حفلة «عائلية» من دون «المدام».
وكانت فرصة لإثبات حُسْن النوايا من جهتي نحو «حكومتي» العزيزة.
ارتدينا «اللي ع الحَبِلْ» و»شخّصنا» وتركت «فيروز» تردد: «حبسي إنت حبسي وحريتي إنتِ»، وأخذنا نبحث عن المكان في شوارع «جبل اللويبدة».
ومن واحد لواحد، اهتدينا الى المطعم، الذي اتّخذ من حديقة مكانا له.
كان والد العريس ووالد العروس بانتظار المعازيم. وسار بنا «حاتم». وتركتُ زوجتي تسبقني ـ حسب الإتيكيت ـ. واخترنا الجلوس مع الصديقين المخرج محمد يوسف العبادي والاعلامية إخلاص يخلف.
كان الطقس جميلا في ليل عمّان بعد موجة الحرّ الساخنة.
دردشنا وجلس كل الى جانب « حكومته». وثرثرنا في أحوال عامة . والتقت رغبتي ورغبة السيدة «إخلاص» في طلب «أرجيلة»، بينما اكتفى «محمد العبادي» بـ
«السيجار» الذي لا يفارقه.
لكن «الجرسون»، قال: إن «الأرجيلة» ممنوعة في المطعم. استغربنا واندهشنا: معقول المكان «المفتوح» والجميل والناس تدخّن والارجيلة ممنوعة!
قال المسؤول: هيك التعليمات.
قلت: احنا تحت الأمر. وظللنا «إخلاص» و»أنا» مخنوقين: يا عالم بدنا أرجيلة!
وقبل منتصف الليل، حان موعد العشاء، ولاحت في الافق رائحة المشاوي اللذيذة. فانتقمنا من اللحوم والشحوم واكتفت «حكومتي» بتناول «السّلَطَات الثلاث: البندورة والملفوف والخيار.
وكانت «ليلة»!!.