رسالة الى الوزير سميح المعايطة

أنت لا تعرفني ولم ألتق بك في أي مكان، الا من خلال متابعتي لبرامجك التلفزيونية ومنها برنامج وجهاً لوجه، ولزواياك التي كنت تكتب فيها في الصحف الأردنية، وكتابك ( قضية ومقال ) الذي نشرته دار الغد للنشر، وبهذا أستطيع أن أدعي بأننا أصدقاء وإن كنا لم نلتق في أي مناسبة ، وأنا من جمهورك القارىء لكل ما كنت تكتبه، لك بعد هذه المقدمة أن تقبل صداقتي أو ترفضها، لكنه لن يغير أي شيء في قناعتي وتصديقي لما كنت تكتب، وكلي أمل أن لا تستفزك كتابتي اليك، أو أن تولد لديك أي رأي سلبي، أنت الآن صاحب معالي تحمل حقيبة وزارية تهمني وتمس حياتي ومهنتي بشكل مباشر، أنت معني بالاعلام وترأس مجلس إدارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وكلمتك مسموعة بالضرورة لدى الحكومة، فلماذا تدير ظهرك لنا يا معالي الوزير ؟ ألم نكن قبل الوزارة في الخندق نفسه؟ وحتى بعد الوزارة ألسنا معاً في الخندق نفسه ؟ ألم تعاني مثلما نعاني؟! وحتى اللحظة ألا تعاني مثلنا ؟ يقيني أنك كذلك وإن لم تزرنا في خيمة اعتصامنا التي ما نصبناها إلا لرفع الظلم والتهميش عنا وعن الحركة الفنية الابداعية بكل أذرعها والتي تعرف أنت أكثر من غيرك بمدى الظلم الواقع عليها .
ألم تكتب في مقدمة كتابك الجميلة .. وحلم الكاتب اليومي أو الاسبوعي بل وحلم كل اعلامي أن يكون من اصحاب المصداقية لدى القارىء بكل مستوياته ومواقفه،لأن هذا الكنز هو المجموع الجبري المادي والمعنوي لإنتاج الكاتب في مرحلة زمنية معينة ، أما الحلم الاكبر أن يحافظ على هذا الكنز خاصة في ظل تقلبات السياسة والعلاقات الشخصية وحالات الضعف البشري والضغوطات والاغراءات .. !! اليس هذا كلامك ؟ فما الذي تغير ؟ اين أنت من أسباب اعتصامنا ومطالبنا ؟ وأنت تعلم جيداً أنها ليست صعبة أو مستحيلة وأنها تتعلق بكرامتنا وحقوقنا كمواطنين في بلد نعشقه ونسعى مثلما تسعى لخيره ورفعته ، حارسين لذاكرته وناشرين لحضارته. كثيرة هي المقالات والعبارات الرائعة التي كتبتها فيما سبق ولا أستطيع في هذه المساحة الصغيرة أن أذكرها كلها لكنني أود أن أورد فقرة معبرة من مقال لك نشر في جريدة "العرب اليوم" بتاريخ31/7/2001 بعنوان الأردنيون... انتماء وحب للرجال وقول الحقيقة .. حين تقول : أما العامل الاخطر في التأثير على صدق هذا الانتماء وعمقه فهو رؤية الأخطاء والخطايا تتكاثر وتتحول الى نهج تمارسه حكومة أو مسؤول فيها دون ردع أو حساب ، كما أن رؤية الفساد والافساد تنتقل من خانة الحالات الى مستويات أكثر اتساعاً يحول وجهة الانتماء الفطري الى رفض لهذه السياسات والممارسات لكن الدافع يبقى ذاته حب الاردن والاخلاص لقيادته ، ومهما بلغت شدة النقد والرفض لممارسة أو نهج أو حكومة أو مسؤول فإن هذه ( الغضبة) تتحول الى عمق في الولاء عندما يشاهد المواطن استجابة من أصحاب القرار لرفع ظلم وقع أو محاسبة من يتجاوز .. هذا بعض من كلامك يا معالي الوزير ولا أورده الا للتذكير، ويقيناً أنك لم تنسه ولا تحب أن تتنكر له ، في خيمتنا لنا حقوق نطالب بها ونريدها ونريد أن تكون معنا لنيلها أو انتزاعها ولا أظنك إلا مؤمناً بها راجياً أن لا أكون قد أثقلت عليك لكنني صارحتك وهذا أضعف الايمان .