أبسط مجالات تطبيق قانون الصحة العامة, الذي منع التدخين, تحت طائلة العقوبة, في الأماكن العامة, التي ترتادها أعداد كبيرة من المواطنين, تكون عند مرافق النقل العام, أياً كانت طبيعتها, ذلك أن هذه الأماكن محدودة, وهي دوماً أمام أعين المشاهدين في حلها وترحالها, وبالتالي يمكن مراقبتها, ثم أن بامكان المستخدمين لهذه الوسيلة أو تلك من وسائل النقل, ان يكونوا رقباء على تنفيذ هذا المنع على امتداد تنقلهم في هذه الوسائل العامة. اذا ما تعاضدوا ووقفوا وقفة صامدة في وجه من سولت لهم أنفسهم مخالفة القانون, ووضعهم في دائرة التعرض للأخطار أمام تدخين سلبي غالباً ما يفرضه عليهم إما سائق متعد أو كنترول عنيد, يظن أن وظيفته تخوله التحكم في حياة الناس.
الحافلات.. كبيرها وصغيرها بشكل خاص, التكسيات والسرفيس, والوسائط الأخرى المتاحة, تقع فيها مخالفات مستمرة وعلى امتداد فترات العمل حين يتعاضد السائق في الحافلات والصغيرة منها بشكل خاص مع «الكنترول» فيمارسان عادة التدخين جهاراً نهاراً, دون اعتبار لمشاعر الآخرين, أو لنصوص قانون ساري المفعول يمنع بشكل واضح التدخين في وسائل النقل, ويعاقب على المخالفة, التي يبدو أنه ليس هناك من يعيرها أي انتباه, فكثيراً ما نجد شرطي المرور يتحادث مع سائق حافلة وفي يد كل منهما سيجارة يدخن عليها مستمتعاً على حساب خوف ومعاناة الراكبين جميعاً, الا من اقتدى بالسائق فبادر الى اشعال سيجارته غير خائف من عقوبة لا يرى انها على السائق والكنترول وبالتالي لن تطبق عليه.
للانصاف.. يمكن القول, ان الامتناع عن التدخين داخل الحافلات الكبيرة العاملة على الخطوط البعيدة بين المدن.. أو بين الدول, حيث نجد ان السائق والعاملين معه, لا يبادرون الى التدخين ما داموا داخل الحافلة السائرة على الطريق , وأنهم قد يلجأون الى هذه العادة, عند محطات التوقف للاستراحة, في حين قد لا تعدم من يمارس هذه العادة في التكسيات الصغيرة أو السرفيس العاملة بين مناطق المدينة القريبة دون احترام حقوق الآخرين الذين اضطروا للخدمة التي تقدمها وسائل النقل العام هذه, والاغرب انك قد تجد عبارة «ممنوع التدخين» في مكان ما حولك داخل السيارة, فالعديد من هؤلاء السائقين يرى أن «القهوة» لا تطيب الا اذا رافقتها سيجارة كيف!.
تستشري علة التدخين في الحافلات الصغيرة «الكوسترات» التي انتشرت عبر جغرافيا الوطن كله, وهي وسيلة التنقل الاكثر شعبية بين الوسائل المتاحة, لذا نراها تعمل أغلب ساعات اليوم, وبالتالي فان مخالفة منع التدخين تستوطن عند هذه الحافلات بوضوح لا مجال للانكار فيه, وبعلم أصحاب الولاية على عافية المواطن, والمعنيين بصيانة القوانين ورصد من يخالفها وتطبيق العدالة عليه وبما تنص عليه القوانين النافذة, كلام يذهب هباء هذا الذي نقول والذي قد يكون ان القراء ملوا من تكراره, مع هذا سنبقى نكرره ونعيده, حتى تستفيق الجهات المعنية بتطبيق قانون المنع وتبادر لتطبيق العقوبات لعلنا نصل الى نقل عام خالٍ من التدخين.
نشد على أيدي «جمعية لا للتدخين» في حملتها لمكافحة التدخين في وسائط النقل.