تحية لنشامى ونشميات الخدمات الطبية الملكية

عندما تتطلب الأمور من الشخص مراجعة عيادة اختصاص في أي مستشفى، فان الأمر يتطلب شد الأحزمة مبكرا ومع ساعات الصباح الأولى، ليتسنى للمريض اخذ ورقة دور، وسيكون محظوظ جدا إذا كان الدور الذي يحصله لم يبلغ منزلة العشرات، فالرقم تسعة وما قبله يعتبر رقم مميز بالنسبة للمريض الذي يرتاد أي من هذه العيادات، كل هذا كان يجول في خاطري نتيجة الخبرة السابقة في التعامل مع مثل هذه العيادات الاختصاصية، ولكن في الحقيقة انه على مدى يومين من المراجعة في العيادات الخارجية للمدينة الطبية، ودائرة العيون تغيرت النظرة نحو الايجابية وبشكل كبير ولم يعد للرقم تسعة وما قبله أي ميزة. 

فجهود النشامى والنشميات، من مرتبات الخدمات الطبية الملكية، الذين تعاملت معهم خلال مراجعتي لهم لمعالجة والدتي، كانت تستحق الشكر والثناء، من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فللوهلة الأولى عند دخولك لصالة الانتظار، تحدثك نفسك متى سنحصل دور، وهل سننهي إجراء الفحوصات الطبية اللازمة هذا اليوم، نظرا لمشاهدة الأعداد الغفيرة للمراجعين، وفي الحقيقة أن مشاهدة العدد الكثير من المراجعين، أثبتت إدارة العيادات الخارجية قدرتها على التغلب علية، بحسن الإدارة والتنظيم، فجهودهم كبيرة، وتستحق الثناء، ابتداء من مدير العيادات وهو برتبة عميد، لا اعرف اسمه ولكن شاهدته وهو يتفقد ويتابع باهتمام.

و والشكر موصول لضابط الإدارة المقدم عبدالله بيك على حسن تعاونه و كرم أخلاقه، ثم أيضا الشكر للطبيب المقدم منصور بيك، والذي كان الفحص الطبي لوالدتي عنده، فان كان اسمه طريف فحقيقة أن الرجل لطيف طريف، وله كل الشكر والعرفان بالفضل.

 وفي الحقيقة أن الوقت الذي استغرقته المراجعة، قياسا على ما كنت متوقعه قليل جدا، وتخلل هذا الوقت أيضا التحويل لقسم الليزك في المدينة الطبية، والذي أيضا سرعان ما أنجزت مهمتنا به، عند الطبيب الملازم بشار أفندي، والذي له أيضا جزيل الشكر، ثم كان لنا عود على العيادات الخارجية، حيث تم تحويل والدتي إلى دائرة العيون في مدينة الحسين الطبية، وبذلك انهينا يوم المراجعة الأول.
وفي اليوم التالي كان موعدنا مع دائرة العيون، فكان أول ما دخلنا الدائرة بحدود الساعة الثامنة والربع صباحا، كانت قاعة الانتظار تفيض بمن فيها، فبدا القلق من صعوبة انجاز مهمتنا يتولد من جديد، فقدمت أوراق التحويل للنقيب نهى بيك، والتي تبين لاحقا أنها أشهر من نار على علم، في خدمة المراجعين، وأنها مثال في حسن التعامل والتعاون رغم كثرة المراجعين من حولها، ففورا قامت بطلب إجراء فحوصات مخبريه وتصوير بالأشعة وإجراء تخطيط للقلب لوالدتي، والحقيقة أن انجاز كل هذه الطلبات لم يستغرق كثير وقت رغم كثرة المراجعين، ثم عدنا لنهى بيك، حيث أدخلتنا لعيادة الطبيب معالي، الذي بدوره أجرى الفحوصات اللازمة، والتي انتهت إلى تحديد موعد للعملية، والحقيقة أن التنظيم وحسن الإدارة كان سببا مباشرا لتفوق العاملين، بالإضافة إلى السمعة الطيبة للمرتب من أطباء وإداريين.
فمن خلال تعاملي المباشر مع هؤلاء النشامى والنشميات من مرتبات الخدمات الطبية الملكية، سواء كان في العيادات الخارجية، أو في دائرة العيون والمختبرات والأشعة، أقول إن الجهود الكبيرة التي يبذلونها نابعة عن ثقافة أخلاقية ومؤسسية راقية جدا، فلهم كل الشكر، ومع كل الأمنيات لهم بالتقدم والازدهار.

kayedrkibat@gmail.com