فك الارتباط :آما آن لهذا الصداع أن ينتهي؟

تناقلت المواقع الاخبارية في الايام القليلة الفائتة اخباراً تؤكد أن إسرائيل وحليفها الراسخ الولايات المتحدة يعملان بإلحاح ودون كلل على انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين ويبدو التركيز على لاجئي الاردن مثيراً للاهتمام فيبدو أن هؤلاء في ظل موقف فلسطيني واردني وعربي هزيل على وشك ان يسقطوا من حسابات الجميع فالسلطة الفلسطينية اسقطتهم من حساباتها وإسرائيل وحليفها غير مستعدين للتفكير بقضيتهم اذن من الطبيعي أن يتحمل الطرف الأضعف في هذه الحالة ثمن ازدواجية سياساته وطروحاته فلم يبقى غير التوطين حلاً مثاليا ينهي صداع الرأس في المنطقة. 

مما تناقلته الاخبار أن إسرائيل تواصل التضييق على اهل القدس الحاضرين والغائبين وتعمل على سحب الجنسية منهم وتصادر املاكهم وبالتالي يفقد الفلسطيني حقه في الإقامة في القدس او حتى في الضفة الغربية. 

وأن الولايا ت الامريكية تفكر انها تنوي سحب صفة لاجئ من ابناء واحفاد اللاجئين الفلسطينيين عام 48 وانها لا تعتبر اللاجئين في الاردن من تعداد اللاجئين الفلسطينيين وهي تعترف فقط بحوالي 30 الف لاجئ يمكن ان تقدم الدعم لهم من خلال الوكالة الدولية لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا والتي بدورها تتقلص منابع تمويلها وبالتالي ينعكس ذلك على خدماتها. 

وأن المجلس الوطني الفلسطيني لم يعترف بتمثيل اللاجئين في الاردن بحجة ما يسمى الوضع الخاص والحساس لهذا الجزء الهام من الشتات الفلسطيني.
ومنذ أزيد من شهرين ثارت لدينا ضجة بسبب تناول أنباء عن تعليمات جديدة لفك الارتباط أوحت أن هناك مجزرة ستطال 1.6مليون مواطن او لاجئ -لم نعد نعرف – حسب من يدعون انهم كتاب الغرف المغلقة او الذين انكشفت عنهم ستر الحجب وهذا أربك الكثير لنجد أن الحكومة قد أوحت بهذا من خلال خبر زيارة رجال الداخلية الى الضفة لتعود فتنفي كل شيء.
ومن يومين فقط تسربت أنباء عن احتمالية العودة عن سحب الجنسيات وإرجاع الأرقام الوطنية الى اصحابها ولا نعرف مدى جدية او صدقية هذا التسريب فقد تعودنا من مسئولينا أن ينفوا الخبر وعكسه بنفس الوقت وينطوي الخبر نفسه على بذور نفيه عندما يذكر أن سحب الجنسية يقتصر على من تنطبق عليه تعليمات فك الارتباط ونحن نتساءل من هو الذي تنطبق عليه هذه التعليمات وعلينا ان نفك ارتباطنا به؟ الم نعد بذلك الى المربع الاول؟ وهل فك الارتباط ما زال قراراً سياديا ام لم يعد كذلك؟ ام اصبح كما يقول الوحدويون الجدد الذين يذوبون عشقا في الوحدة مع الاردنيين بانه قد استنفذ أغراضه وبالتالي على السلطة الوطنية أن ترحل عن الأرض الأردنية المحتلة؟ وهل كانت مقولات مثل "الممثل الشرعي والوحيد" و"القرار الفلسطيني المستقل" التي كانت تثير السخرية لم يعد لها قيمة اليوم؟
اليوم يطالب السيد علي ابو الراغب بإنهاء الجدل حول التجنيس أو سحب الجنسيات حتى ولو أدى ذلك الى قوننة فك الارتباط وبدورنا نقول للسيد ابو الراغب كلام جميل ما نقدرش نقول حاجة عنه ولكن...لماذا لم تسعى لهذا عندما كنت في أهم موقع للمسئولية ؟ يمكن لك أن تصارحنا بشفافية هل سعيت لذلك لكنك لم تستطع؟ ولماذا ؟ومن يقف وراء هذا؟. ام أنك ستقول أن المرحلة غير المرحلة حيث أن مراحلنا في الاردن تقاس بالأشهر لا بالسنوات فان قلت بذلك فانت غير مقنع ثم لو انك عدت الى موقع المسئولية هل ستعمل على ذلك ام انك ستكتفي بما يوفره لك المنصب من التقدير والتوقير وتعود من جديد لإدارة الازمة كما يحدث دائما مع كل رؤساء حكوماتنا.
وللعلم فقط فان حكومة السيد ابو الراغب كانت من أطول الحكومات عمرأ حسب مقاييسنا الأردنية الفريدة ولم تكن بعيدة عن هذا الجدل الدائر الان حول الموضوع بل أن الثقة بــ "ابو حسن" اوحت لنا وقتها أن سياسة تشكيل الحكومات ربما على وشك أن تتغير لنكتشف اليوم أننا كنا مفرطين في التفاؤل وكان ابو حسن قد صرح وقتها عن نسبة الفلسطينيين في الاردن عندما كثر اللغط حول هذا العدد لتبقى هذه النسبة بعد عقد من الزمن الى اليوم تبدو المعلومة الرسمية الوحيدة عن الديمغرافيا الأردنية.
اننا نؤيد بقوة الفصل في الامور والشفافية في الطرح اذ لم تعد الآمور تحتمل الغمغمة او الإبهام فمصلحة الأوطان أهم من مصالح الافراد فابن القدس أو الضفة الذي يحق له الإقامة فيها لا يمكن أن نوافقه على البقاء في الاردن ويتباكى على الجنسية الأردنية والرقم الوطني الاردني لأن معركته هناك حيث ينبغي أن يرسخ حقه في وطنه خاصة وأن هدف اسرائيل دائما هو الأرض وبالتالي ترغب في حرمان الغائبين ممن يحملون جنسيات أخرى من حق العودة والمواطنة.
إن الفلسطينيين والعرب ومنذ البداية رفضوا وبإصرار أن تكون قضية فلسطين قضية إنسانية تعالج ضمن متطلبات الحاجات الإنسانية ولو قبلوا بذلك لكان حلها اسهل بكثير وربما انتهت القضية منذ زمن ولكنهم اصروا أنها قضية وطن بإمتياز يعود لهم ويعودون له مهما طال الزمن أما اليوم فنجد فئة من الناس يريدون أن تصبح مشكلة الفلسطينيين مجرد مشكلة إنسانية وأن حلها يكون على حساب الأردنيين يتماهون في ذلك مع مخططات عدوهم وإذا رغب الفلسطينيون بأنسنة قضيتهم فليتحمل العرب والمسلمون نصيبهم من الحل الم نرفع شعار عروبة القضية حينا واسلاميتها حينا أخر لتنكفئ بعد ذلك فلسطينية وتنتهي الى حرب فصائلية؟
وأخيراً نتمنى على فئة من الكتاب استمرأوا الكذب والخداع للأردنيين "الطيبين" والذين اصبحوا متخصصين في قانون الجنسية الاردنية أن يتحفونا بمعرفتهم عن الميثاق الوطني الفلسطيني أو قوانين الامم المتحدة حول فلسطين أو القوانين الخاصة بحق العودة وتعريف الاونروا للاجئ وللمخيم وليتهم لو يكتبون مرة -ولو واحدة فقط - عن إسرائيل ويفضحوا ممارساتها لتفريغ الارض المحتلة لكننا ندرك أن بوصلتهم ما عادت تشير الى فلسطين حيث يظنون أن مقارعة الليكود الأردني أسهل بكثير من الليكود الإسرائيلي ويا ليتهم كانوا ليكوديين فلسطينيين ليحظوا بالاحترام!.

منصور محمد هزايمة الدوحة - قطر