لماذا أكتب؟

تسألوني لماذا أكتب بهذا الكم الهائل؟ اكتب لاني احبكم في الله وهمومي هي همومكم واحزاني هي احزانكم وفرحي من فرحكم ونحن ماضين على نفس الدرب .لقد طفح الكيل واستبد الظلم وعاث المفسدون روائحهم النتنة في كل مكان ولم أعد قادرة على تحمل ما ارى او اسمع سواء في الاخبار أم في الصحف او على الفضائيات من قتل وتشريد وتعذيب لابناء جلدتنا من حكامهم ورؤساءهم فجلست حائرة بيني وبين نفسي وقلبي يتفطر ألما على الاوضاع التي وصلنا لها والتزمت الصمت فوجدت نفسي امسك قلم وورقة اكتب دون سابق انذار وصارت الافكار تتوارد الى ذهني بغزارة مرة تجيبني ومرة توديني تماما مثل المد والجزر واصبحت تائهة لا اعرف من اين ابدأ واين انتهي فالامور شائكة ومعقدة وبقيت فترة من الزمن وانا مع افكاري الشاردة والمتناثرة هنا وهناك.احترت من اين ابدأ هل اكتب اولا عن الحروب ام عن ضياع امتنا العربية والاسلامية ام في ضياع مقدساتنا التي ضاعت من بين ايدينا ام في الاوضاع الاقتصادية المتردية ام في الفقر والبطالة أم في الفساد والمفسدين ومئات الخواطر تتوارد لذهني واخيرا قررت ان ابدأ بالتفكير بتحرير القدس وتساءلت بيني وبين نفسي هل نحن جاهزون لتحرير الاقصى لان في تحرير الاقصى نصر للامتين العربية والاسلامية وقوة ومنعة للاسلام والمسلمين واعطيته أولى اهتمامي لما تحتله الاقصى من مكانة عظيمة عند المسلمين فهو مسرى الرسول وقبلة المسلمين الاولى ولا تنحل المشاكل الثانوية الاخرى الا باستعادة الاقصى الشريف فهو الذي يوحد كلمة الدول العربية والاسلامية ووجدت نفسي اغرق في احلام صعبة المنال فاتجهت في كتاباتي الى تسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية التي تشهدها أسرنا لان الاسرة لبنة المجتمع وتربية ابناءنا تربية سليمة من شأنه ان ينشئ مجتمع نظيف خال من الفساد والمفسدين.الكلمة الطيبة صدقة وهي أمضى من السيف وقد رأيتم برمة أعينكم ما صنعه الشباب والشابات على موقعي الفيسبوك والتويتر من احداث تغيير جذري ادى الى نهوض الشعوب والمطالبة بحقوقهم والكلمة قد تغير مجرى حياة انسان مريض او مهموم او ترسم البسمة على وجه طفل حزين او قد تعيد انسان قد ضل عن الطريق او ربما تكشف عن مواطن الفساد او ربما تغير مجرى التاريخ. انا لا اكتب من اجل جاه او سلطان او للتسلية وقضاء وقت الفراغ فالوقت ثمين عندي واول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن عمره فيما افناه قال الرسول صلى الله عليه وسلم( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه).نحن نكتب ونصرخ ونناشد المسؤولين والنواب ولكنهم اما انهم نيام او اغلقوا مويايلاتهم او ربما ألغوا الاعلام من حياتهم ليناموا ليلهم الطويل فماذا يهمهم ان شبعنا أو عرينا او فرحنا ام حزنا المهم ان يعيشوا والفقراء والمساكين الله لا يردهم.الكتابة بالنسبة لي مثل الصياد الذي يصطاد سمكة من البحر انها الهواء والماء بالنسبة لي ولا احس براحة او سعادة الا اذا وقفت مع اليتيم والفقير والجائع والمسكين والضعيف والمظلوم او سلطت الضوء على قضية يعاني منها المواطن.هكذا علمتني الحياة ان اكون معطاءة ومحبة للخير حتى في ريشتي فانا لا أبخل على قرائي مما آتاني الله من علم.الكتابة الهام من رب العالمين وهي نوع من اعلاء كلمة الله في الارض.بعض الناس اعطاهم الله الجمال والبعض الاخر اعطاهم الله المال والثروة وحرمهم من السعادة و آخرين اعطاهم الحكمة والفكر. أسأل الله ان اكون عنصرا فاعلا في المجتمع وأن اعطي بكل أمانة واخلاص والأهم من ذلك كله ان اكون خفيفة الظل على قلوب قرائي الاعزاء ودمتم بخير.