هذا هو الأمير سلمان

اخبار البلد_ صالح القلاب _ المفترض أن الكتّاب والصحفيين والمثقفين ،عرباً وسعوديين، هم الأكثر ترحيباً بتولي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولاية العهد في المملكة العربية السعودية فهو ولأنه ليس جديداً على مواقع المسؤولية الأولى في هذا البلد، الذي يشكل الحلقة الرئيسية في السلسلة العربية، فإن علاقات متينة ودائمة ومتواصلة بقيت تربطه بكثيرين من هؤلاء وقد كان ولا يزال يشعرهم أنه واحد منهم وأنه يتابع متابعة حثيثة كل ما يكتبونه في صحف تحتل خريطة الوطن العربي كلها وحتى قبل ثورة «التقنيات» الإعلامية.
لا يمكن إلاّ يندهش الإعلاميون والصحافيون والمثقفون العرب عندما يلتقون في مؤتمر من المؤتمرات أو في ندوة من الندوات بمتابعة الأمير سلمان بن عبد العزيز لكتاباتهم في كل الصحف والمطبوعات التي يكتبون فيها واتصاله بالعديد منهم للسؤال عن موقف والاستفسار عن رواية وعن القصد مما قيل حول حادثة معينة، وعادة فإن اتصالاته تأتي في ساعات الصباح المبكرة عندما يكون هؤلاء يغطون في نوم عميق ويسبحون في أحلام ربما أن بعضها وردية وأن بعضها الآخر كوابيس مرعبة ومخيفة.
ولأنني من بين هؤلاء الذين جرت العادة أن تداهمهم اتصالات الامير سلمان المفاجئة في ساعات الصباح المبكرة فإنني لا زلت أعجب واتعجب كيف بإمكان هذا الإنسان النادر فعلاً الذي بقي في مواقع المسؤولية الرئيسية ،في دولة هي بحجم قارة ومسؤولياتها العربية والاسلامية والدولية وأيضاً الداخلية هي هذه المسؤوليات الهائلة، لأكثر من نصف قرن أن يجد وقتاً لمتابعة معظم هؤلاء الكتاب والصحافيين ولقراءة قراءة ناقدة أهم ما تنشره الصحف العربية وتتداوله وسائل الإعلام وبخاصة بعد ظهور المحطات الفضائية.
حتى عندما كان أميراً لمدينة الرياض «العاصمة» ،التي حوّلها الى واحدة من أجمل مدن العالم والتي كانت مجرد قرية في بدايات خمسينات القرن الماضي وأصبحت تحتضن نحو ستة ملايين ساكن وأكثر وغدت أكبر بعشر مرات من بعض الدول الصغيرة، فإن الأمير سلمان ،كما يقول الذين رافقوه في رحلة المسؤولية الطويلة هذه، يبدأ يومه في الساعات المبكرة وأنه دائماً وأبداً يكون أول الواصلين وآخر المغادرين وأنه في كل يوم يستقبل العشرات وفي بعض الأحيان المئات ويترأس العديد من الاجتماعات ومع ذلك ورغم كل هذه المتاعب فإنه يجد وقتاً ليكون مبتسماً وبصورة دائمة وأن يشغل ساعات راحته في الأماسي بمتابعة أصحاب مهنة المتاعب وقراءة أو على الأقل الاطلاع على معظم ما تنشره الصحف العربية الرئيسية.
عندما يُذكر أمامه اسم كاتب أو صحافي ،من الذين يطلون على قرائهم من خلال صفحات الصحف العربية الرئيسية التي تعتبر أن لها دوراً في صناعة الرأي العام، فإنه كثيراً ما يبادر الى الحديث عن آخر مقالٍ له مركزاً على بعض المفاصل الرئيسية والنقاط الهامة وحقيقة أن ما لا يعرفه كثيرون حتى من بين زملاء مهنة المتاعب هذه هو أن الأمير سلمان لايتصل بأي صاحب مقالٍ إلاّ لإبداء إعجابه وانه لم يتصل في أي يومٍ من الايام بأيٍّ من هؤلاء للإعتراض على موقف أو الاحتجاج على وجهة نظر أو فكرة أو استنكار رأي.
والآن وقد أصبحت مسؤوليات الأمير سلمان أضعافاً مضاعفة بعدما منحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هذه الثقة الغالية فأصبح وليَّ عهده الأمين فإنه على كل الذين عرفوا هذا الإنسان الرائع عن قرب ،من عربٍ وسعوديين، ألاّ تساورهم أي مخاوف بأن هذه المسؤولية العظيمة ،أعانه الله على حملها والقيام بها، لن تغير أي شيء مما جرت العادة عليه وأن تواصله مع الأوساط الصحافية والكتابية والثقافية سوف يزداد ويتعاظم وإنْ كان كل هذا سيتم على حساب راحته وليس على حساب مسؤولياته ومشاغله.