عندما يتكلم البنك المركزي ....
اخبار البلد_ عصام القضماني _ محافظ البنك المركزي قليل الكلام,
ليس لأنه لا يرغب بذلك إنما هو مسؤول ويعرف أن كلماته موزونة بالذهب , وهو
عندما يتحدث, فاننا يجب أن ننصت باهتمام بالغ, فالمحافظ لا ينظم الشعر,
فما يعرفه فقط هو عرض رأي علمي ومهني للتحديات والمخاوف وهو لا يبشر
بالثقة المدفوعة بالآمال لكنه يعرض لمؤشرات واقعية, فالبنك الذي يبني
قراراته على أسس مهنية ومؤسسية, لا يلتفت الى الانطباعات ولا للشائعات,
ولو أن الأمر كذلك لفقد البنك صفته كمؤسسة مهنية مصرفية لا تتأثر بالضغوط
عندما تحدد سياساتها.
هناك من يعتقد أن المركزي يجدف
عكس التيار عندما يخالف رأيه أو مصلحته والحقيقة هي أن البنك كان ولا يزال
بيت الخبرة فكما أنه محطة إنذار مبكر هو أيضا نقطة ارتكاز معادلة التوازن
فهو ينظر الى الكأس الملآن في تقييمه للمخاطر وتعظيمه للمزايا ,
فالاقتصاد يواصل مسيرته التنموية بخطى ثابتة مستندا الى مكتسبات
الاصلاحات الكلية والهيكلية ومدعوما بارادة سياسية قوية ولولا هذه السياسات
الاصلاحية التي بدأت عام 99 والتي يخطئها البعض من غير المتخصصين لما تمكن
الاقتصاد الأردني من الصمود في وجه موجات عارمة من الأزمات التي أحالته
الى خبير لا يتقن إدارتها فحسب بل يحيلها الى فوائد .
بين
الحقيقة والمغالطات , يتحدث محافظ البنك المركزي عن الاقتصاد الأردني
بلغة الأرقام ووحدها التي تتمتع اليوم بالمصداقية والشفافية في عرض
المخاوف وفي عرض معززات الثقة.
البنك المركزي نجح حتى
الآن في التأثير على الائتمان من حيث كميته ونوعيته وكلفته، لخدمة
الاستقرار النقدي عبر الاستخدام المتوازن لأدوات السياسة النقدية المتاحة
ونجاح سياسة ربط الدينار بالدولار في طمأنة المتعاملين بالدينار، سواء
الأفراد العاديين أو التجار والمستثمرين،
الأمر الذي
انعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني وعلى بند الادخار بالدينار وأتاح بناء
احتياطي مطمئن ومريح من العملات الأجنبية في إجابة صريحة على سؤال
الدينار.
مضى من الوقت الكثير على سياسة ربط الدينار
بالدولار , وقد كان كافيا لتحقق مخاوف رافقت تطبيق هذه السياسة من بينها «
الدولرة « بل على العكس يمكن بسهولة ملاحظة النمو الجيد لحجم الودائع
بالعملة الوطنية في المقابل فإن الودائع بالدولار وبالعملات لا تزال ضمن
معدلاتها ..
ثمة ثوابت في السياسة النقدية , لا نقول
إنها لا تتغير أو لا تخضع للمراجعة, لكن ما يميزها هو أنها تلائم أوضاع
وظروف الاقتصاد الأردني , وفي كل مرة كان يراها البعض من وجهة نظره خاطئة,
كانت الأحداث تثبت صحتها .
الخلاصة من حديث الدكتور
زياد فريز أمام جمعية البنوك هي أن الدينار بخير لأنه معزز باحتياطيات آمنة
, وأن ربطه بالدولار حقق حتى الآن الإستقرار النقدي المطلوب , لكن الأهم
هو أن سياسات البنك المركزي ليست سياسات جامدة , فالبنك لا يعمل بمعزل عن
المتغيرات كما أنه يؤمن بأن اليد الواحدة لا يمكن أن تصفق .