تاج الجزيرة من الديكتاتور الى الطرطور !!!

اخبار البلد 
حاولت أن أجد سببا للفرحة بانتخاب أول رئيس فى تاريخنا يفوز بأصوات حقيقية ،وليس باقتراع الموتى والمسافرين وجنود الأمن المركزى وجحافل الضباط والمخبرين . لكن بعض الخبثاء أصرّ على اجهاض فرحتى بتذكيرى بالاعلان (غير الدستورى) و (غير المكمّل) الذى أصدره المجلس العسكرى (الموقّر) تحت جنح الظلام قبل فرز الأصوات !!
أصررت على تلمس الايجابيات اتباعا لسياسة ( حسن الظن) وعدم النظر الى نصف الكوب الفارغ ( لكن الكوب فارغ كله تقريبا هذه المرّة) فرفضت كل محاولات صديقى الخبيث للتشكيك فى (فرمانات) المجلس (الموقّر) . فأنا مثلا لا أرى عيبا فى أن يتولى المجلس العسكرى (تأهيل)الرئيس الجديد ، وتدريبه حينا من الدهر على شئون الحكم والادارة .لكن الخبيث يرى أننا ينبغى أن نرشح المجلس العسكرى لجائزة نوبل فى صناعة (الطرطور) !! فان كانت أوروبا قد سبقتنا منذ القدم فى صناعة (الديكتاتور ) فقد أحرزنا عليهم نصرا مبينا بوسائل مبتكرة فى (نتف ريش السيد الرئيس) وتحويله الى (خيال ماّتة) مقصوص الأجنحة والأظافر (لا يهش ولا ينش ) وبذلك يصبح رئيسا وديعا مؤدبا مهذبا منزوع الدسم لا ينفع و لا يضرّ ، و نضمن ألا يفرط على الناس أو يطغى !!!
لكننى واجهت صاحبى المتحامل على (الجنرالات)الأفاضل قائلا له: ان القوم قد وعدونا بتسليم السلطة فى احتفال حاشد نهاية الشهر الجارى ، فضحك الخبيث قائلا: تقصد حفل تسليم (تاج الجزيرة) أو (السلطانية) كما يروى الأوبريت الاذاعى الشهير ؟!!
سألته ماذا تعنى؟ أجاب ساخرا: ألم تقرأ أنهم لم يكتفوا بتجريد الرئيس القادم من معظم صلاحياته ، فقاموا أيضا بتعيين رئيس ديوانه الجمهورى وكافة المسئولين المدنيين بالقصر ؟
قلت : لعلهم أرادوا معاونة الرجل والتيسير عليه فى بداية توليه مهام منصبه .قهقه صاحبى ساخرا من سذاجتى المفرطة وقال : ولماذا لا تفهم الأمر على أنهم قرروا فرض الوصاية عليه باعتباره رئيسا (خام) أى مازال فى فترة (الحضانة الرئاسية) ، ولذلك تجب (مراقبته) والسيطرة عليه بقبضة من حديد على مدار الساعة ؟!!
ثم لماذا جاؤوا بأحد (الجنرالات) كرئيس للديوان الجمهورى؟ قلت : لعلهم يريدون اصلاح مؤسسة الرئاسة (بالضبط والربط) العسكرى المعروف ، رد ساخرا : تقصد (ضبط ) تصرفات الرئيس ، و (ربطه) فى أقرب كرسى أو عمود اذا لزم الأمر ؟!!
ومازال الخبيث يحاورنى على هذا المنوال حتى هتفت : الحمد لله ثم الشكر للمجلس( الموقر) لأنه ترك للسيد الرئيس الحرية فى ممارسة بعض الشئون مثل استقبال ووداع الضيوف ، والاشراف على صرف المقررات التموينية، ومشروعات الكهرباء و الرصف و الرى والصرف الصحى !! كما تكرّموا أيضا فتركوا له حرية اختيار الطعام والملابس ومواعيد النوم والذهاب الى دورة المياه!!!
سامحهم الله .. لماذا يصرّون دائما على اغتيال فرحتنا وتنغيص عيشتنا فى كل مرة نوشك فيها على الخروج من الهم والنكد ، وكأنهم يحسبون أن (القهر والغم ) قدر و مكتوب على المصريين لا فكاك لهم منه !!
ويبدو أن كلام صاحبى (الثورجى) قد كان له تأثير بالغ على عقلى الباطن ، فوجدتنى أهدهد طفلى الصغير لينام وأنا أدعو له قائلا: نام نام يا أمّور تكبر و تبقى (طرطور)!!!

وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكا .