عندما تنوح الذاكرة يا وطني


في عام 1984 عرّفني زميلي و صديقي مدير العلاقات العامة في بنك الإسكان الأستاذ محمد أبو زيد (أبو يزن) على كبير المذيعين في التلفزيون الأردني وقتذاك الأستاذ ابراهيم شاهزادة عندما قررت ترك العمل ببنك الإسكان و العمل كمذيع في التلفزيون الأردني.

لقد تم تحديد موعد لي للتقدم للوظيفة.

قدمت إمتحانا تحريريا مكونا من عدة أجزاء ، و قد تمكنت من الحصول على أعلى علامة فيه بشهادة سكرتيرة الأستاذ ابراهيم شاهزادة، و على ضوء ذلك تقدمت للإمتحان العملي و هو عبارة عن تقديم نشرة أخبار، و قد تفوقت فيها من أول مرة، حيث قال لي الأستاذ شاهزادة الذي كان يراقبني من شاشة مكتبه بالحرف: كنت رائعا و متفوقا و أنت واعد promising و من الممكن أن تكون على الهواء خلال اسبوعين.

أحضرت شهادة حسن السلوك من دائرة المخابرات العامة، و شهادة الفحص الطبي من وزارة الصحة بناءا على طلب الشؤون الإدارية و حُدد لي موعدا مع المرحوم محمد أمين.

عندما قابلت المرحوم محمد أمين، قال لي بفوقية لن أنساها ما حييت:

بغض النظر، نحن نحتاجك في الدائرة المالية، و هذا ما قررناه أنا و الأستاذ نصوح المجالي. تعال معي لتسمع منه !

قابلت الأستاذ نصوح المجالي و قلت له: هي رغبتي أستاذ نصوح في أن أترك العمل المالي و تحقيق أمنيتي في العمل في الإعلام.

قال: إنسى موضوع مذيع، شاورعقلك، معاك يومين.

و بذلك أبعداني عن العمل في مجال الإعلام رغم تفوقي فيه و عشقي له.

بالطبع، قررت ترك العمل المصرفي لرغبتي في تحقيق حلمي في العمل في المجال الإعلامي، و لأن المرحوم بسام العطاري - نائب المدير العام قد صعقني عندما قرر تثبيتي بوظيفة ( كاتب) بعد مرور ثلاثة أشهر من عملي و هي فترة التجربة المقررة، علما بأنني كنت في ذلك الحين عائدا من السعودية بغرض الإقامة في الوطن و كانت مؤهلاتي: بيكالوريوس علوم إدارة الأعمال من أمريكا من جامعة ستريير بواشنطن Strayer University بمرتبة الشرف العليا+ خبرة في البنك العربي الرياض 11 سنة ،و كنت في البنك العربي بوظيفة مراقب ( و كنت أصغر من حصل على الرتبة).

يعني بعيد عن السامعين يا خالتي متفوق جدا أكاديميا و عمليا و حطوني برتبة كاتب في بنك الإسكان علشان أترك البنك - و كذلك حصل في التلفزيون الأردني. شافوني جدا متفوق قالوا: دهوروه بكره بتفوّق علينا !!!

الله لا يوفقهم و لا يسامحهم لا دنيا و لا آخرة...