حلبة أم قبة ؟


المنظر الذي أعقب إعتداء أحد النواب على نائب الوطن جميل النمري وهنا نترفع عن ذكر إسم النائب المعتدي حفاظا على نظافة قلمنا وورقنا وشاشات اجهزتكم الحاسوبية ، المنظر كان أشبه يحلبة مصارعة الثيران ، فهناك شيئ هائج يتجول بين المقاعد وأحيانا في الساحة الرئيسية ، وأخجل على أسم بلدنا من هذا المنظر الوضيع وهنا لا ألوم هذا الشيئ الذي يتحرك هائجا مائجا ، فالأمل منه ميئوس وهو مُحرك عن بعد بالريموت كنترول وهناك قناعة أكيدة لدى الكثيرين بأن وراءه جهات وأشخاص يمسكون بالريموت يحركونه وهنا أخاطبهم ألا يستحون على سمعة بلدنا من هذا المنظر المقزز؟ هل هذا المنظر يليق بالأردن؟

فإذا كنا أفرادا وموسسات نعتز ونفخر بأن أردننا بلد الحضارات ولدينا أثار يونانية ورومانية وأسلامية ولدينا مقامات الإنبياء والصحابة والعلماء مما يضع الأردن في مقدمة الدول التي تملك تاريخا مجيدا وأقول لهولاء ماذا تريدون أن تصلوا ببلدنا ؟ وإلى أي درك أسفل تذهبون به؟ ألا يكفيكم أن بعتم مؤسساته وثرواته وأثقلتم شعبه بمديونية لا يعلم إلا ألله متى الخروج منها إذا خرجنا؟

هل من أجل محاربة التيار الوطني الديمقراطي داخل المجلس ومن أجل تكميم أفواههم تدفعون بهذة آلة العمياء لإرهاب نواب الوطن من الكتابة في قضاياه ونقد أداء المجلس من داخله كما حصل مع النائب بسام حدادين وجميل النمري ؟ هل البلطجة أفضل وصف لما حصل في داخل الحلبة القبة يوم الاحد 17/6/2012 ؟ فالهائج المائج يترنح يميناً وشمالاً وكأننا في حلبة مصارعة إسبانية.

ألا تقدسون أسيادنا موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام ؟ ألا تحترمون أجدادكم الأنباط الذين بنوا مدينة وردية وسط غابة من الصخور كانت بحق من عجائب الدنيا ؟ ألا تقدرون خالد بن الوليد وأبو عبيدة عامر بن الجراح وعبدالله بن رواحة وجعفر الطيار وضرار بن الأزور وغيرهم ممن مروا وقطنوا بلدنا ؟

ألا جف ماء وجوهكم فعدتم لا تكترثون لإربد ومادبا والكرك والطفيلة ومعان ولا تأهبوا لسنديان الأردن وقيسومه ودفلاه ولإزهار شقائق النعمان والسوسن والشيح؟ ولكن طمعكم وفسادكم أعماكم وحرصتم على أمتيازاتكم ومكتسباتكم وأن في ركوب شعبنا وكأنه مطية سهلة وتلجأون لكل وسيلة لمحاربة أحرار الوطن من خلال تحريك أدواتكم الرخيصة في داخل حلبة النواب وخارجه.

إن استبدادكم وقمعكم وإرهابكم لن يؤدي إلا للشر والظلم والذل والإساءة والبطالة والغدر والجهل والخراب فهذه طبائع الإستبداد كما وصفها المفكر عبدالرحمن الكواكبي ولن نرضى ولن نقبل لوطننا هذا المآل.