بني ارشيد في خيمة الفنانين

اخبار البلد_ ماهر ابو طير - يتم التعريض بالمهندس زكي بني ارشيد نائب المراقب العام للاخوان المسلمين،لانه ذهب الى خيمة الفنانين،وتضامن معهم،والسخرية والاساءات والتعليقات لم تترك الشيخ في حاله،بل قدمته عبر وسائل متعددة بصورة مسيئة.

لم يقترف الشيخ اي جريمة بذهابه الى خيمة الفنانين،والاستهزاء بالرجل لانه اسلامي تضامن مع قطاع فني تم ربطه بكون مهنة الفن من منظور اسلامي مهنة للفاسقين والفجرة،وهذا غير صحيح في المطلق.

قد يكون الفن كذلك في دول عربية،لكنه في الاردن،نظيف،فأغلب الفنانين لدينا اما ممثلون او كتاب سيناريواو مخرجون او منتجون،وجميعهم يمثلون الفن الاردني المحترم والنظيف،عبر ما قدموه في اعمالهم الوطنية والاجتماعية والسياسية.

الاساءة للشيخ زكي بني ارشيد،في حقيقتها اهانة للوسط الفني الاردني،وكأن من ينتقد الشيخ يريد ان يقول ان الوسط الفني وسط دنس وغارق في الخطايا،لكنهم يتناسون ان الاغلبية ملتزمة ومحترمة،واعمالهم لا تناقض الاسلام ووسائل تعبيره الاعلامية والفنية.

ندافع عن الشيخ،لاننا نؤمن بالموضوعية،واذ انتقدنا الاسلاميين مراراً على قضايا محددة،آخرها ذهابهم لمخيم الحسين،لحساسية المخيمات الجغرافية ودفعاً لسوء التأويلات،فأننا وقفنا معهم ضد البلطجة وتخوينهم،وضد مصادرة جمعية المركز الاسلامي من ايديهم.

نمطية النقد الموضوعي والاعتدال والاتزان،قد لايصدقها البعض،غير انهم في نهاية المطاف سيقفون عندها،مهما حاولوا تكذيبها.

ذهب الاسلامي علي ابوالسكر،ايضاً،الى خيمة الفنانين،للتضامن معهم،في وجه المأساة التي يعيشها الفن الاردني،وذهب ايضا السياسي ليث شبيلات،وذهبت فعاليات اخرى،ولايجوز اتهام الجميع ضمنياً بأنهم يتضامنون مع قطاع فاسد وغير اخلاقي!.

هي ليست خيمة للفسق والفجور،حتى يدان من يذهب اليها،لان من يهين الذاهبين،يهين قبلهم الفنانين باعتبارهم فسقة وفجرة،لايجوز التضامن معهم،والخيمة تقول لك ان الاوضاع لم تترك قطاعاً الا وزلزلت بنيانه.

على العكس تصرف الشيخ ورفاقه بذكاء،لان خطوتهم فيها تكييش للقطاعات الغاضبة،وفيها رسالة ان الحركة الاسلامية متنورة وغير متطرفة،وابنة عصرها،وتؤمن بالتنوع وغير منغلقة،وهذا احد اسباب ذهاب الشيخ بني ارشيد.

مقام الشيخ،ليس فوق النقد،غير ان النقد يجب ان يتأسس على رؤية اخلاقية،وعلى اساس الاتزان،بعيداً عن رسم الصور بطريقة مفتعلة،لاتعني شيئا،سوى التجني ومحاولة خلق صورة كاريكتورية لا يصدقها احد بشأن اي رجل محترم.

فرق كبير بين النقد السياسي،والاستهزاء السياسي،فالاول مشروع،والثاني تعبيرعن الافلاس.