من الأحق بالمكارم ؟

فقد واكبت عددا من الامور والحوادث التي جعلتني أعيد النظر في تفكيري تجاه بعض منها , نظرا لحالة الفقر والبطالة والحياة الصعبة التي يعانيها الشعب الاردني من ارتفاع الاسعار وكلفة الحياة وتوجهات الحكومة المستمره نحو هذه التصرفات كنوع من الاستفزاز الشعبي في ظن البعض , رغم التوجيهات الملكية بتحسين حالة الحياة والاوضاع الاقتصادية , حتى اصبحنا وكأننا ننظر الى الغير من الدول الغنية نظرة الحسد , فهذا اتحاد مجلس الطلبة في الجامعة الاردنية قد بادر قبل فتره بجمع ما يقارب مائة الف دينار من طلاب الجامعة وطالباتها للعائلات السورية اللاجئة الى الاردن , والغريب ان نسبة 13% من طلاب الجامعة يعجزون عن دفع الرسوم الجامعية نظرا لحالتهم المادية الصعبه ومئات الطلاب يفصلون من الجامعة لعدم قدرتهم على تأمين الرسوم .
والعجيب ان 100 الف دينار قد تساهم في تدريس حوالي 400 طالب ودفع رسومهم وتأمين مصاريفهم الشخصية لمدة شهر , اليس كما قال الرسول علية السلام "الاقربون اولى بالمعروف" ولم يتوقف الامر عند الجامعة الاردنية , بل توجهت الحكومة بتأمين الدراسة المجانية لــ 12000 طالب سوري في حين أن الاف الطلاب الاردنيين في المدارس يعجز اولياؤهم عن تأمين الــ 3.15 دينار التي يدفعها طلاب الابتدائية كرسوم . 

وماذا عن الـــ 5000 كيلو من اللحم التي توجهت الى غزة قبل شهر ؟ والاف العائلات الاردنية تنام بلا عشاء ! 

الكرم يعني ان تمنح غيرك اذا لم تكن بحاجة , ولكننا بحاجه ماسة لأي شيء ومصلحة الاردنيين فوق كل شيء اهم شيء , فالجائع والفقير اصبح بمقدوره على التفوه بأي شيء وتلك المظاهرات التي حدثت الجمعة الماضية قد تجاوزت جميع الخطوط الحمراء والمشاركون فيها معظمهم من الطبقة دون الوسطى .
ختاما بكل اجلال واحترام نحن الاردنيين سيقبى جلالة الملك قائدنا وتاجا فوق رؤوسنا "ولكن الجوع والفقر والبطالة يا سيدي قد تدفع اصحابها بعمل ما لا يحمد عقباه , وان الشعب الاردني يا سيدي داخل حدود المملكة هو بأمس الحاجة الى تلك المكارم والمعونات وليس غيره , فنحن لا نريد ان يأتي يوم نقول فيه " الا ليت الزمان يعود يوما "