التقارير السنوية هل تحكمها الشفافية والمصداقية؟

هل احسست يوما انك مظلوم ومغبون بتقريرك السنوي وانك تستحق اكثر؟ في نهاية كل عام يشرع المدراء في تعبئة التقارير السنوية التي اصبحت الان سرية خوفا من الاحتجاجات التي كان يقوم بها الموظفين على مدرائهم.هل تعتقد ان الكفاءة ومؤهلات الموظفين وطرق ادائهم لواجباتهم وعطائهم تلعب دورا في التقارير السنوية او ينظر اليها بعين الاعتبار ام ان هناك مقاييس وموازين ثانوية تجعل منك موظفا متميزا ومعطاءا عند المدير؟من اجل ان يكون تقريرك ممتاز وتحظى برضى المدير وثنائه عليك اولا قم بمسح الجوخ واستخدام الطرق الملتوية كالنصب والاحتيال والنفاق واتبع الدبلوماسية مع مديرك وزملائك لكي تكسب ثقتهم ولا تنسى ان تنقل لمديرك اخبار زملائك اولا بأول وذلك بتقديم نشرات يومية او اسبوعية لكي تكسب رضا المدير وتنال اعلى الدرجات وهذا يسرع من ترفيعك. واذا كنت صادقا او مستقيما تخاف الله او لم تشهد مع المدير انه بريء من الاختلاس والتزوير فانت من المغضوب عليهم. بعض المدراء يخافون الله عند الشروع في تعبئة التقارير ويضعون في حسابهم انهم مسؤولين امام الله يوم القيامة ويقومون باعطاء الموظفين حقوقهم المستحقة دون تمييز آخذين بعين الاعتبارمقدار جهدهم وعطائهم وتميزهم. اذا غاب الموظف بسبب ظرف صحي او مرض ابنه او زوجته فهذا غير مقبول ويحاسب عليه او اذا تأخر عن دوامه خمس دقائق تبقى وصمة عار على جبين الموظف الى ما شاء الله وتدون في سجله ولا تراعى الحالات الانسانية . التقارير السنوية لا تقرر او تقيم عمل الانسان ولكن ما يقيم عمله هو الله سبحانه وتعالى فلا يضيع عمله عند الديان ولو كان مثقال ذرة تظل مسجلة في اللوح المحفوظ فلا يضيع الله اجر من احسن عملا وتعاد الحقوق لاصحابها يوم القيامة قال تعالى( ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) النساء 40.
واخيرا وليس اخرا اريد ان اهمس نصيحة اخوية في اذن كل مدير وهو ان يتقي الله عند تعبئته للتقارير السنوية لان الله حرم الظلم ودعوة المظلوم مستجابة وحرم الاسلام الظلم ودعا الى العدل والمساواة وقد جاءت احاديث عديدة تذم الظلم والظالمين قال الله سبحانه وتعالى فيما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ( يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا). وقول الرسول صلى الله عليه وسلم( اتقوا الله فان الظلم ظلمات يوم القيامة).اذن نستطيع القول ان التقارير السنوية تحكمها المصالح الشخصبة بين المدراء والموظفين.