الموظف بين التسلق والطموح

لقد كان ولايزال الطموح احد حقوق الانسان المشروعة و لكن يجب عليه ان يصل الى غايته بجده واخلاصه بعمله الذي وكل به وكثير هم الطموحين فمنهم من وصل الى هدفه و من لم يصل اما لعدم قدرته على تحقيق تلك الغايات او لانسحابه بسبب اقتناعه بان بعض الاهداف من الصعب تحقيقها او من لم يرض عنه من هو اعلى منه بسبب ذلك الطموح الذي يرى فيه خوف على كرسيه ومن الاسباب ايضا ان بعض المناصب في القطاع العام و الخاص يأتي اصحابها ببرشوت من الفضاء وللاسف فان الشركات التي لاتعتمد على الكفاءة في التعيين تفرح وترقص له بعض الشيء وبعد ان تكتشف انه تم تعيين الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب فتبدأ تولول ولكن بعد ان تكون قد خسرت ذلك الشخص المناسب لذلك المكان !!!!

نسمع كثير في قطاعاتنا العامة والخاصة عما يسمى بـ (( النفاق الوظيفي )) وهو اطراء ومبالغة في المديح لمن هو اعلى منه وقلب الحقائق وهذا الشيء احد عيوب الموظف الضعيف فيعوض ضعفه بذلك وبالاشادة بمديره بمناسبة وبدونها وهذه الظاهرة تنتشر في شركاتنا ومؤسساتنا وكما هو الحال في الدول الاخرى ومنها من تدعي باعتمادها الكفاءة في التوظيف .

والموظف المتسلق الذي يبدي لك من طرف اللسان حلاوة ولكن لدغته كالعقرب كلما سنحت له الفرصة اما لازاحتك من امامه لتحقيق اطماع وغايات وظيفية أو منافع مادية بطرق غير مشروعة ا وخاصة عندما يرى في ذلك الموظف القدير سدا منيعا للوصول لاهدافه فيبدأ بجمع كومة من الاشخاص الذين يعدهم بالخير وهم على سذاجتهم متناسين انه لا أمان لهم مع هذا المتسلق الذي قد ينتصر على زميله المتفوق وطبعا فان اي انتصار لا يمكن له ان يتم الا اذا وجد ادارة عليا فاتحة الاذان تصدق كلما تسمع فيعيث المتسلق في الارض فسادا فيختلق اخبارا وافعالا لا صحة لها وقد يستعين باشخاص هم بالواقع وسيلة رخيصة له للايقاع بغيره متظاهرا بالاخلاص وحبه المتناهي لمؤسسته مما يزيده ظلما على ظلمه .
ونستنبط مما سبق بان هناك فرق بين الطموح والتسلق فالاول شرعي 100 % لانه ينبني على اساس صحيح وترى فيه قمة العلم والعمل والعطاء وهذه صفة الانسان الناجح ، اما النوع الثاني تراه يترنح في اول اختبار جدي لادائه او عند تغيير الادارة العليا لانها ستكشف اطماعه ورغباته .


وهنا اذكر بمثل ينطبق على النوع الثاني :

(( تستطيع ان تغش بعض الناس بعض الوقت ولكنك لاتستطيع ان تغش كل الناس كل الوقت ))
ان هذا الموضوع له اهمية كبيرة في حياة اي منا ونراه كل يوم ونشعر به انا او انت أوكثير ممن نعرفهم وبهذه المناسبة انصح اذا نفعت النصيحة لبعض الادارات بعدم فتح الاذان لما يقال وينتقل وخاصة لمن يسيء لزميله و من الممكن معرفة المتسلق بكل بساطة وتقارن بينه وبين من يغتابه فهناك فرق واضح بينهما ، و لاخوف ممن تسأله عن طموحه فيقول لك انا اريد ان اكون مكان المدير فلاتأخذ ذلك بنظرة سلبية بل خذها بايجابية لان معنى ذلك ان يرتقي المدير لمنصب اعلى مما هو عليه الان فطموح الانسان لاينتهي و لكل مجتهد نصيب فخير لك ان تنم وانت مظلوم من ان تنم وانت ظالم لان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وعين الظالم تنام وعين الله لاتنام .
المهندس رابح بكر
0795574961
0788830838
Rabeh_baker@yahoo.com