إلى أين تمشي الأمة ؟ ... نسأل الله لها السلامة .

اخبار البلد 
السؤال: لماذا كل ذلك يحلّ بالأمة العربية ؟ ، أليست هذه الأمة مؤهلة لكل شيء ... أقول كل شيء ولا أستثني شيئا واحدا ؟؟ ، أليست هذه الأمة من أعرق الأمم وأقدمها ؟؟ ، أليست أرضهم هي قلب العالم القديم والجديد ؟؟ ، وفيها نسجت كل الحكايات والقصص والأساطير ، وفيها جاءت الرسالات السماوية كلّها بلا استثناء ، ومنها انتشرت إلى كل أصقاع الأرض ، ومنها انتشرت اللغات ... ومنها عرف العالم الورق والحرف والكتابة وحتى الحضارة ، وفيها تم اكتشاف كلّ شيء من الطاقة إلى حبة القمح ، أليست شعوب هذه الأمة لديها من الفكر والإبداع ما يفوق الآخرين ؟؟ ! ، لماذا لا تستحق هذه الشعوب الحياة الكريمة مثل غيرها على الأقل ... لا نقول أفضل ؟ ، هل هذه الأمة مخلوق عاجز ... متخلّف ... فاقد الأهلية ؟،
لم يدر في خلدي يوما أن ترقى أمة إلى مستويات الأمة العربية ... فهي أمة لم تتكون بالصدفة ... وإنما لها امتداد تاريخي يفوق عشرات الآلاف من السنين ، ... لكن الأمة الآن لا يحسب لها حساب ... بل هي في مؤخرة الركب ، وكلنا نعرف السبب من الداني والقاصي ، ....على الأرض أمم لا يتجاوز عمرها نصف قرن من الزمان ... ومع ذلك تتصدر المشهد العالمي باقتدار ... وفي الواقع أنّ كل مكونات هذه الأمة خليط من الأمم الأخرى ، فهل سبب تصدرها العالم أنها استلهمت جيناتها من الأمم الأخرى ؟ ... أم أن هذه الأمة تقدّر الكفاءات والإبداع ... وتمارس دورها في العالم بعقلية المنافع والمكاسب ... لمن ؟ ... للمواطن والشعب والأمة والدولة ، ولا تتدخل الدولة لديهم في كل صغيرة وكبيرة ... ولا تنشغل بأتفه الأمور ... ولا يقوم أحد وزراءها بتأخير امتحان في مؤسسة مسئول عنها ، من أجل أحد فلذات أكباد ذوي الجاه في وطننا العزيز .
تصدم كل يوم حين ترى أو تسمع ما يجري على مساحة الوطن الأكبر ، إنفجارات في العراق يذهب ضحيتها العشرات ، لا ندري هي صراع الطوائف ... أم صراع المليشيات .... أم صراع البقاء ؟، ... بعد أن كاد العراق يصل إلى شاطئ الاستقرار ،.... وفي سوريا تسيل الدماء ... نرى جثثا لأطفال ونساء وشباب ... والكل يوجه إصبع الاتهام للآخر ، من نصدّق ؟؟؟ ، وهاهي نذر الحرب الأهلية بدأت تلوح في الأفق ، ... وفي لبنان صراع على هامش ما يدور في سوريا ... ، أما مصر فهي في حالة صراع سياسي بين القديم والجديد ... بين الثورة الشعبية والنظام السابق ... أرض الكنانة يخطط لعدم استقرارها .. فإن حصل ذلك إقرأ على الأمة السلام ، فلا شرقها ولا غربها وحتى أوسطها يبات قرير العين ... نسأل الله أن تمرّ الانتخابات الرئاسية المصرية بسلام ،... فأينما توجهت في عالمنا العربي ترى سطح الزلزال يتحرك ... وترى الأمة تتصدّع ، والخلايا السرطانية تنتشر في جسم وطن يأخذ القلب من العالم .
وأخيرا ، أيُّ أمة هذه التي لم يوحدها عدو جاثم على أرض فلسطين ... ويسلخ من أرضها كل يوما بمقدار ما يستطيع من الفتات الذي تبقى ، ويتربص بحرمها القدسي الدوائر !! ، أمة يفوق عددها الثلاثمائة مليون ... وتعيش في مركز الكرة الأرضية ، ولديها العقول المبدعة بكثرة والطاقة والمال ...وتملك تاريخا وحضارات وإرثا عقائديا هائلا ، ... هي التي يجب أن تتحكّم بصائر الأمم الأخرى ، ... إلى أين تمشي الأمة ؟ ... نسأل الله لها السلامة .