أودى حريق الصفصافة الذي يعتبر الاكبر في المملكة بآلاف الاشجار جراء النيران التي التهمت الغابات الكثيفة الواقعة بين عجلون وجرش وامتد ليشمل 250 دونما من مناطقنا الجميلة التي بقيت ملاذا دائما للمتنزهين من حرارة الصيف اللاهبة ومن عنت الحياة وشؤونها وشجونها في ربوعنا التي رعت تكوينا بديعا وجمالا اخاذا يبهج النفس ويديم الاخضرار...
نشطاء بيئيون يعزون سبب الحريق وتفحم آلاف الاشجار واتشاح مئات الدونمات بالسواد الى عدم وجود طرق طوارىء تمكن فرق الانقاذ من الوصول قبل ان تستفحل السنة اللهب وتأكل الاخضر واليابس وتلحق خسارات هائلة بالغابات التي لا يمكن تعويضها...
في ازمان ماضيات كان (للطوّاف)دور كبير في المحافظة على الاشجار الحرجية وكان لهذه الشخصية هيلمان وسلطان لكبح جماح المتربصين فلمَ لا نعيد لهذه الوظيفة وقارها وهيبتها ولم لا يتم تعيين مئات الطوّافين حماية لثروتنا الخضراء ...
لماذا لا يجرى تغليظ العقوبات وتشديد الرقابة بما يمنع اعتداءات المعتدين ومعاول الحطابين التي ادت سياسة التراخي معهم الى التهديد بابادة ثروة وطنية لا تنتهي عند وقف الحرائق...
الا يعتبر مأساويا ان يلحق حريق الصفصافة خسائر فادحة اضعاف ما كان سيسببه مشروع الاكاديمية الملكية في برقش الذي لاقى اعتراضات وسجالات عديدة...
لماذا لا تتعاون وزارة الزراعة والسياحة والبلديات المجاورة في اشاعة ثقافة توعية التجمعات القريبة من هذه الغابات بحيث تتحول المناطق السكنية الى حواضن امان وحارسة يقظة على السلامة العامة...
ان نشر دوريات مراقبة دائمة وفرض غرامات على مشعلي الحرائق والمعتدين بالتحطيب يمكن ان يحد من الاعتداءات المتزايدة ومن المتاجرين بالاشجار النادرة والحرجية والمعمرة التي يزيد عمرها على الالف عام مما جعلها معلما حضاريا لا يمكن تعويضه...
ان المطلوب ان تتضافر الجهود الرسمية والشعبية من اجل انشاء محطات انذار مبكرة في المناطق الساخنة كافة للتحذير من اية اخطار داهمة ومن المتربصين والمتاجرين بالاشجار في الوقت المناسب وقبل ان تتحول الاخطار الى قدر لا يمكن تجنبه...
ولماذا لا يتم تشكيل صندوق خاص تشرف عليه وزارتا الزراعة والسياحة لرعاية الغابات والمحافظة على ديمومتها...