الملك يلتقي عددا من القيادات والشخصيات السياسية والاقتصادية والفكرية والأكاديمية والإعلامية البريطانية

اخبار البلد 
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في مستهل زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة البريطانية لندن بعدد من القيادات والشخصيات السياسية والاقتصادية والفكرية والأكاديمية والإعلامية البريطانية، وذلك في إطار الجهد الذي يقوم به جلالته لتسليط الضوء على قضايا الشرق الأوسط في عواصم صنع القرار العالمي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسبل إيجاد حل عادل وشامل ودائم لها.
وأكد جلالة الملك خلال اللقاء أهمية استمرار المجتمع الدولي في مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة إلى طاولة المفاوضات وبحث جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد جلالته خلال اللقاء الذي نظمه المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية، على أن الأردن سيواصل جهوده بالتعاون مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لدعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة في التحرر وإقامة الدولة المستقلة على ترابه الوطني وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية التي تشكل فرصة حقيقية للتوصل إلى السلام الشامل.
ولفت جلالته إلى ضرورة إعادة الزخم للعملية السلمية، وأن لا تشكل المتغيرات والتحولات في المنطقة في ظل الربيع العربي ذريعة لإغفال المجتمع الإقليمي والدولي لدوره في دعم مساعي السلام، مشيرا جلالته إلى المباحثات الاستكشافية بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي استضافها الأردن خلال الأشهر الماضية، في سبيل تهيئة الظروف لمساعدة الجانبين للعودة إلى طاولة المفاوضات، وبحث جميع قضايا الوضع النهائي.
وفيما يخص الوضع في سوريا، أكد جلالة الملك خلال اللقاء دعم الأردن للجهود التي يقودها المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية ووضع حد للعنف وإراقة الدماء، محذرا جلالته من تعقيدات الأزمة السورية وانعكاساتها وتأثيراتها السلبية على المنطقة برمتها.
ولفت جلالته إلى الوضع الكارثي الإنساني في سوريا وضرورة تكاتف الجهود العربية والدولية لوضع حد لمعاناة الشعب السوري التي تتفاقم بشكل خطير.
وأشار جلالته في هذا الصدد إلى الأعباء التي يتحملها الأردن رغم شح موارده جراء استضافة نحو 120 الف لاجئ سوري حتى الآن.
ودار حوار بين جلالته والحضور ركز على التحولات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية في ظل الربيع العربي، والمطالبات بالتحول الديمقراطي.
وتطرق جلالته خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفير الأردني في لندن مازن الحمود، إلى الجهود التي يقوم بها الأردن لتنفيذ البرامج والخطط الإصلاحية والتنموية في مختلف المجالات، بما يحقق مستقبلا أفضل لجميع الأردنيين.
وبين جلالته الذي استعرض الخطوات والإجراءات المتصلة بعملية الإصلاح الشامل في الأردن، "أننا نقود في الأردن عملية إصلاحية رائدة ومؤسسية ومدروسة تشكل نموذجا في الشرق الأوسط في ضوء التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة".
وفي هذا السياق، أشار جلالته إلى التعديلات الدستورية، وما تم إنجازه من قوانين ناظمة للحياة السياسية، ومن أبرزها إنشاء الهيئة المستقلة للانتخاب وإقرار قانوني المحكمة الدستورية والأحزاب السياسية، والعمل الجاري من قبل مجلس النواب لإنجاز قانون الانتخاب بحيث تجرى على أساسه الانتخابات النيابية قبل نهاية هذا العام.
واستعرض جلالته الخطوات التي يتخذها الأردن للتعامل مع تحديات الطاقة، من خلال تنويع مصادرها وتوفير مصادر جديدة للطاقة.
من جانبهم، أشادت القيادات البريطانية برؤية جلالة الملك لتحقيق الإصلاح الشامل في مختلف المجالات، وفي دمج الاقتصاد الأردني بالاقتصاد العالمي، وبدور الأردن بقيادة جلالته لتحقيق السلام العادل والشامل والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشاروا إلى أهمية مبادرة السلام العربية، والعمل على إحيائها بهدف التوصل إلى السلام، لافتين إلى أن جلالة الملك يمتلك بعد الرؤية والتفكير الاستراتيجي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة.
وعبروا عن تقديرهم لجهود جلالة الملك والعقلانية في التعامل مع القضايا الإقليمية، والحرص على الدفاع عن حقوق شعوب المنطقة للعيش بسلام.
يشار إلى أن المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية هو مؤسسة فكرية مستقلة تركز على الأبحاث في مجالي الدفاع والأمن تأسست عام 1931.
وينظم المعهد جلسات حوارية ونقاشات متخصصة مع صانعي القرار وشخصيات عالمية بارزة للوقوف على التطورات في مجالي الأمن والدفاع والقضايا السياسية التي تشغل الرأي العام العالمي.
وكان جلالة الملك التقى في وقت سابق من اليوم في لندن مع قيادات عدد من المنظمات اليهودية البريطانية المؤيدة لمساعي تحقيق السلام، حيث جرى بحث الجهود التي يبذلها الأردن لترسيخ دعائم السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكد جلالته خلال اللقاء استمرار الأردن في بذل الجهود لتحقيق السلام وفق حل الدولتين، معتبرا ذلك أولوية ومصلحة أردنية، مشيرا في نفس الوقت إلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه المنظمات اليهودية البريطانية لدعم فرص تحقيق السلام، وتعزيز التفاهم والتعاون والتسامح بين أتباع الديانات السماوية.
وفي هذا الصدد، استعرض جلالته رسالة عمان التي أكدت ضرورة تعظيم القواسم المشتركة بين أتباع الديانات، وتأكيدها على رسالة الإسلام السمحة المبنية على الوسطية والاعتدال.
من جانبهم، ثمن ممثلو المنظمات مساعي جلالة الملك لتحقيق السلام في المنطقة وتعزيز أمنها واستقرارها، مشيدين بجهود جلالة الملك لبناء جسور الحوار والتقارب بين الشعوب.
ويلتقي جلالة الملك يوم غد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لبحث التطورات الراهنة في المنطقة، وجهود تحقيق السلام، إضافة إلى تناول مستجدات الأزمة السورية، وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويأتي لقاء جلالته مع كاميرون ضمن جهود جلالة الملك لتركيز انتباه عواصم صنع القرار العالمي على تطورات الأوضاع في المنطقة، وتأثيرها على مستقبل السلم والأمن الإقليمي والعالمي.