انقسام حاد حول مشاركة رئيس "الكتّاب" في اعتصام "الفنانين"

اخبار البلد _الموقف من سورية يعمق خلافات أهل الفن والثقافة .

 يخيم المشهد السوري، على الفعاليات الثقافية والفنية الأردنية، ويتعمق الإنقسام بين المشتغلين في الثقافة يوماً إثر يوم، وفي وقت لاقت زيارة نائب مراقب الإخوان المسلمين زكي بني إرشيد لاعتصام نقابة الفنانين ترحيبا من الأوساط الفنية أثارت مشاركة رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. موفق محادين حفيظة بعضهم.

شارك محادين في الإعتصام الذي بدأ يوم الأحد الفائت، بكلمة تضامنية لـ"الكتّاب" مع مطالب نقابة الفنانين، غير أن حديثه أن أموال النفط الخليجي تهيمن على صناعة الدراما والإعلام مثل قناتي "العربية"، و"الجزيرة"، ووجه بهتافات للفنانين مناصرة للثورة الشعبية في سورية ومنددة بموقف محادين منها.

الجدال طال وانسحب عدد من المعتصمين إلى خارج الخيمة، وتدخل بعض الفنانين لاحتواء الأزمة، إلا أن القضية تطورت لتخرج من حدود اللويبدة إلى الفضاء الالكتروني عبر المواقع الإخبارية والفيسبوك خاصة حين تنادى عدد من الكتاب والفنانين إلى نصرة الشعب السوري عبر وقفة احتجاجية سينفذونها مساء اليوم في مقر الرابطة الجديد.

بدورها وضحت رابطة الكتّاب موقفها عبر إتصال هاتفي أجرته العرب اليوم مع رئيسها محادين قائلا: تناقلت مواقع الكترونية كلاما منسوبا على لساني خلال إعتصام الفنانين، قالت فيه أنني هتفت لبشار الأسد. والصحيح أني حييت حزب البعث الذي أنجب الشهيد الرئيس صدام حسين، ولم أتطرق لسورية ورئيسها من قريب أو بعيد.

وجاء في بيان "الكتاب" الى الإعلام: "فيما يخص مواقف الزميل محادين من الأزمة السورية، فلم يكتب كلمة واحدة حول النظام السوري منذ انطلاق هذه الأزمة، ولم يدافع عنه في أية مناسبة".

وأضاف "كما حرص محادين في مقالاته على التنديد بالتغول الأمني وبأي احتكار للسلطة، من أي شخص، أو قائد، أو جهاز، وبوسع المهتمين العودة أولا إلى شريط اعتصام الفنانين (بالصوت والصورة) وإلى مقالات الزميل الموجودة في ارشيف "العرب اليوم" والمنابر المختلفة، لكنه كان يكتب ضد المؤامرة وأدواتها، كما يرى من وجهة نظر شخصية، وهذا من حقه كما هومن حق أي زميل آخر ان يكتب ما يشاء بصفته الشخصية".

المخرج مصطفى أبو هنود، الذي كان موجودا طيلة أيام الإعتصام داخل خيمة الفنانين قال لـ "العرب اليوم" إن خيمة الاعتصام هي خيمة مفتوحة للجميع وليست مسؤولة عن الآراء التي تقدم في داخلها وللجميع الحق في تقديم رأيه.

وأضاف أن "رئيس رابطة الكتاب منتخب من خلال هيئتها العامة، فإن كان يمثل رأي الكتّاب بصفة اعتبارية وهناك رفض لرأيه فانني أطالب الكتّاب أنفسهم باتخاذ موقف منه، وإن كان رأيه الشخصي فله الحق أن يعبر عنه، ولا يستطيع أحد أن يفرض آراءه على الفنانين خاصة اننا ضد سفك الدماء في أي مكان في العالم وضد الاستبداد ونحن ننادي بقيم الحق العدالة".

من جهة أخرى قال أبو هنود إن "الهدف الأساسي لخيمة الاعتصام تحقيق قضايا مطلبية مرتبطة بالحالة الفنية ومرتبطة بالاحتجاج على ما آل اليه المشهد الثقافي والفني برمته في الأردن".

القاصة جميلة عمايرة التي قدمت استقالتها من رابطة الكتّاب احتجاجا على موقف رئيسها مما يحدث في سورية قالت منذ البداية "كان موقف محادين ملتبسا ومشكوكا فيه كرئيس للرابطة ومنذ أول بيان تضامني مع الشعب السوري وهو يجاهر باسم الكتّاب بموقفه مع النظام السوري وشعرت بان الرابطة لا تمثلني وربما لا تمثل أغلب الأعضاء، ولست ضد موقف محادين الشخصي فهو حر في رأيه لكن الا يفهم بأنه رأي الرابطة، فهذا ما لا نقبل به".

وأضافت "أنصح الرابطة أن تتحول إلى حزب سياسي وتبتعد عن الثقافة، فهذا أفضل لها ولنا".

وحول سبب استقالتها في هذا التوقيت تحديدا رغم مضي أكثر من سنة على الثورة في سورية تقول عمايرة "كان يوم استقالتي عندما كنت أشاهد أطفال سورية يقتلون وكانت الرابطة تنحاز أكثر لبشار الأسد".

الفنان محمد بني هاني، الذي بدأ بالهتاف ضد محادين، قال "من الصعب أن نعزل القضية السورية عن الفن والثقافة، ومنذ بداية الإعتصام للفنانين الذين يطالبون بحقوقهم، كانت الأمور تسير في الإتجاه الصحيح، إلى أن قام أحد الزملاء باعطاء الميكرفون لرئيس رابطة الكتّاب موفق محادين، وعندما بدأ يتحدث، أصبحنا نعلم منهجية محادين بالتهجم على دول الخليج، كي يصل إلى الموضوع السوري، ويعطي "صكوك براءة" لنظام بشار الأسد، وزاد في قوله أن بلدا عربيا يحدث فيه اقتتال ينتج حوالي 25 عملا دراميا، غير معترف بأن الذي يحدث في سورية ثورة وليس مجرد اقتتال، وكنا نريد إدانة العمل الإجرامي الذي يحدث هناك، فهتفنا أن ما يحدث في سورية ثورة حتى بدأ بالصراخ: "يعيش البعث".

اليوم، يعتصم كتّاب وفنانون أمام الرابطة بـ"اسم المثقفين" للتنديد بموقف رئيس الرابطة، الذي يؤيده في الرأي آخرون يرون بأحقية تمثيلهم للمثقفين ! .