اخبار البلد_ تشهد محافظات جنوب المملكة احتقانات غير مسبوقة بسبب القرارات الحكومية
الأخيرة برفع أسعار الكهرباء والمشتقات النفطية، وانسداد أفق الإصلاح
السياسي، وتباطؤ الحكومات المتعاقبة بمحاربة الفساد.
قمة الاحتقان تمثلت بإغلاق عدد من أبناء الجنوب الطريق الصحراوي الذي يربط
عمان بالعقبة قبل يومين نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها
هؤلاء الشباب، فيما بلغت ذروتها يوم الجمعة الماضي عندما هتف المتظاهرون في
مدينتي الطفيلة ومعان بهتافات تجاوزت الخطوط الحمراء، حيث تم توجيه نقد
لاذع الى رأس النظام والأجهزة الأمنية.
الى ذلك؛ دعا العديد من النشطاء عبر صفحات "الفيسبوك" الى الامتناع عن دفع
فواتير الكهرباء، وتنفيذ اضراب يقود الى عصيان مدني يجبر الحكومة على تقديم
تنازلات تحد من التغول على جيوب المواطنين.
مواطنون استغربوا القرارات الحكومية الأخيرة برفع أسعار بنزين أوكتان 90
بالرغم من انخفاضه عالميا، حيث اعتبر العديد منهم أن هذه الوجبة الأولى
والتي سيتبعها واجبات رفع أخرى ستكون على حساب جيب المواطن.
القرارات الحكومية الأخيرة دعت بعض المواطنين الى التندر والاستهجان وإطلاق
التعليقات الساخرة على المواقع الإلكترونية، فأحد المواطنين دعا على
المسؤولين: "الله يرفع ضغطكو وما ينزل"، وآخر علق ساخرا: "جيب المواطن أصبح
بترول الحكومة".
وآخر أكد بأن سعر البنزين في الأردن أغلى من الولايات المتحدة، بالاضافة
الى أن سعر الكهرباء في الأردن يضاهي دول الاتحاد الأوروبي مع الأخذ بعين
الاعتبار الفارق في مستوى دخل الفرد السنوي.
الناشط في حراك الجنوب محمد الفناطسة أكد لـ "السبيل" أن الحكومات
المتعاقبة باتت تقود البلد الى حافة الهاوية بسبب التباطؤ في ملف الإصلاح
السياسي واستشراء الفساد والسياسات الحكومية المتعاقبة، والتي أفقرت الموطن
حتى بات المواطن الأردني يدفع ثمن فساد وفشل المسؤولين في إدارة موارد
الدولة.
وختم الفناطسة بدعوة النظام الى التقاط الرسالة بشكل جيد من الشارع قبل
فوات الآوان وخروج الأمور عن السيطرة. فيما حذر مراقبون من تحول الاحتجاجات
السلمية الى أعمال عنف تقود البلد الى منعطف خطير في حال استمرار مسلسل
رفع الأسعار وتآكل دخول المواطنين.