انهج دولة الرئيس

نعم انهج دولة الرئيس، فمن خلال حكمتك وحنكتك الخرقاء، التي فِضت بها علينا، منذ اليوم الأول بالتبشير بك رئيسا للوزراء، وأنت تجر البلاد نحو التأزيم، والدخول في مراهنات بقدرتك الخارقة على امتصاص غضب الشارع المطالب بالإصلاح، وإدخاله في دوامة الاستجارة بدولتكم، لعدم رفع الأسعار، حتى لا يستفيق أبدا ويطالب بتكسير رؤوس رموز الفساد، التي تستظل بظلالكم الرسمية. 

انهج دولة الرئيس لأنك مع كل صباح تخلق لنا مشكلة جديدة، تعدنا في المساء أن قراراتك العبقرية لن تطال المواطنين ذوي الدخل المحدود، وتؤكد أيضا أن الطبقة الوسطى ستستقر في ضوء سياساتك الاقتصادية، ونستيقظ على مصيبة تجرها لنا حكومتك، لا تستثني منا أحدا. 

دولة الرئيس أقول لك انهج، فعدد محبيك من الشعب أضنه، إن زاد عن زوجتك وأبنائك، لن يتعداهم إلا لفريق وزارتك وسيدك، وقليل ممن لم يلمسهم بعد ضرر وجودك في رأس السلطة، أو منتفع متكسب. 

انهج دولة الرئيس، فقد أبليت بلاء الشجعان، في تحطيم أسطورة أنا دولة قانون وسيادة، واثبت لنا أننا تبع للصوص المال العام، وجموع تجمعنا كلمة و تفرقنا كلمة، حتما ستسقط حكومتكم يا فايز، كما سقطت حكومة زيد من قبل، ولحقته حكومة ابنه وحكومة معروف من بعده، وليسقط كل هواة التبعية لحضن صندوق النقد الدولي. 
 
انهج دولة الرئيس، فالبلد بدون دولتكم أقوى واعز، وبغياب عبقريتكم وحنكتكم وميول تبعيتكم اهدأ لبنيه وأكثر أمنا، فمصداقيتكم لا أذن تسمعها، ولا عقل يقبلها، ووطنيتكم معيار قناعتنا بها، كمعيار قناعتنا بعودة الأمور لما كانت عليه، قبل تربعك على كرسي الرابع المتحرك. 

انهج دولة الرئيس، فالشعب كان بنار، واتيت أنت له بنار أخرى، أخشى ما أخشى أن تحرق أنت بنارك، ما كنا نخشى أن يُحرق من بقايا هيبة، ما عادت تسترها عباءة، ولا حتى شلة زعران.


kayedrkibat@gmail.con