اخبارالبلد_ تعبر النكتة عن الحالة المزاجية للشعوب والمجتمعات ، وكلما تعرضت
المجتمعات للضغوط الحياتية وأثقلته الهموم السياسية والإقتصادية
والإجتماعية وحتى الحالة السلوكية للأفراد ، والشعب الفلسطيني كمثله من
الشعوب لذلك تجد الناس تمزج حديثهم وسمرهم السياسي والإجتماعي بالطرفة
والنكتة حتى لا يمل المستمع وحتى يعبر الناس عن آرائهم وتوجهاتهم بالنكتة
الطريفة ، فالنكتة أسرع من الإشاعة من حيث الإنتشار ومن حيث تقبل تلقيها
لأن لها مفعولاً مزدوجا ، فالنكتة إن لم تؤدي غرضها السياسي أو الإجتماعي
فإنها تؤدي غرضها الترفيهي والترويحي وإطفاء صفة الإفضاء والتعبير الى
الغير ، فنجد اليوم اذا ما مر المجتمع الفلسطيني بقضية أو ظاهرة فتجد ان
الناس يعبرون بروح مرحة عن الظاهرة او المشكلة ، فعلى سبيل المثال تجد أن
قضية المصالحة والإنقسام استفحلت وعجز السياسيين عن حل هذه المشكلة ،
والإنسان الفلسطيني البسيط لا يستطيع التعبير عن وجهة نظره السياسية بمفهوم
رجال السياسة فيتقمص الحل أو يتطرق الى المشكلة بنكتة مثل هذه النكتة (
ثلاثة أشخاص أحدهم فتحاوى والآخر حمساوي واسرائيلي كانوا يسيرون في الصحراء
فعثروا على المصباح السحري فخرج لهم جنياً يلبي طلباتهم ، فطلب الفتحاوي
أن لا يبقى فردا من حماس في الكون ، وطلب الحمساوي أن لا يبقى أي فرد
فتحاوي في الكون، بينما طلب الإسرائيلي من الجني : أريد واحدة شيشة وأسرع
في طلبات الشباب ) هذه النكتة ببساطة لغتها وسلاسة سردها تنتشر بسرعة بين
الناس فهي تعبر عن رأيهم وعن فكرهم ، وهناك الكثير من النكات التي تعبر عن
الحلة السياسية والإجتماعية والإقتصادية واليوم بفضل التكنلوجيا ووجود
شبكات التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر تساهم بشكل كبير في انتشارها
وربما كان اثرها أكبر من ردود فعل السياسيين ومن آرائهم ،وربما تتفوق على
امهر الكتاب والمفكرين في رصد الحالة الشعورية للمجتمع ، فلذلك إن رصد
النكتة في الشارع الفلسطيني يعبر عن الحالات الاقتصادية والسياسية
والإجتماعية التي يعيشها الشارع الفلسطيني، ولا تجد النكتة من يوقف طريقها
فلا قانون يجرم النكات ولا سجون صنعت للضاحكين فطريق النكتة من القلب
للقلب فتحرك العقول وتشحن الهمم فأحذروا من تراكم النكات ، فعلي المسؤولين
تحري النكات في الشارع الفلسطيني لانه أصدق من تقارير المستشارين
والمؤسسات ، فلربما لا تضحككم نكات الشارع الفلسطيني لأنها ضحكات صنعتها
المعاناة .