الوعود الحكومية..كلام جرايد

متلازمتان، لم نتمكن من التخلص منهما رغم مرور سنين طوال ، الوعود الحكومية، وكلام الجرايد.
تطورت الصحافة الى درجة اصبح الاعلام قائد التغيير في المجتمعات، إلا أن متلازمة "هذا كلام جرايد" لم تغادر عقلية الكثيرين.
والوعود الحكومية، متلازمة اخرى لا يصدقها الناس، فإذا وعدت الحكومة، فإن قناعة الناس هي عكسها تماما.
تقدم الحكومة، اي حكومة، برنامج عملها الى مجلس النواب لتحصل على ثقة الشعب، ضمن مشروعات واهداف محددة، وروزنامة زمنية محددة ايضا، لكن بعد أن تحصل على الثقة، وهي تحصل عليها دائما، لا احد يعود الى ذلك البرنامج لمحاسبة الحكومة عليه.
وفوق هذا يتوسع الخطاب الحكومي في إطلاق الوعود، فيوم الاثنين مثلا، زار رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة ثلاث مؤسسات (هيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة والملكية الأردنية) وأطلق وعودا اقلها "أن الحكومة حريصة على تقديم اشكال الدعم والمساعدة كافة للمؤسسات الرقابية والمحاسبية، ودعم المؤسسات الاقتصادية الكبرى لمواصلة دورها في دعم الاقتصاد الوطني".
أما الشىء غير المفهوم هو ما اكده الطراونة لادارة شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية "على دعم الحكومة للشركة كناقل وطني وسفير أساسي للأردن في دول العالم كافة."
كم تمنيت أن اعرف ما هو الدعم الذي يمكن ان تقدمه الحكومة للملكية الغارقة في الديون، مثلما هي موازنة الدولة، غارقة ايضا وتستغيث؟.
فكرة الوعود وتقديم الدعم، هي الصفة الغالبة على الخطاب الرسمي منذ سنوات طوال، ونسمع كثيرا من اشخاص ومؤسسات تلقوا وعودا حكومية إلا انها بقيت هواء منثورا.
تسأل على سبيل المثال وزير الثقافة حول اعتصام الفنانين، فيقول لك إن الحكومة تدرس الطلبات، ويضيف عليها "المحقة" للفنانين، لكننا لم نر منذ سنوات اي تطبيق لهذه الوعود، رغم أن الفنانين تلقوا وعود عشرات الوزراء، حتى خرجوا قبل اشهر بجنازة رمزية للفنان الاردني، وها هم يعتصمون من جديد.
يزور وزير البلديات إحدى المدن، فيستمع الى مطالب اهلها، فيبدأ بإطلاق الوعود، وهو والسامعون يعرفون انها لن تتحقق.
يضع وزير الصحة حجر الاساس على صخر صوان لمستشفى او مركز صحي، فيبقى حجر الصوان ويضيع حجر الاساس.
تسمع من وزير التربية أن قناة تربوية سترى النور قريبا، فيغادر الوزير، ولا نرى القناة، والخوف أن تغيب التربوية.
طبعا، عن وزراء الاقتصاد والمال، حدث ولا حرج.
وعن كلام الجرايد ايضا حدث ولا حرج.