حريق الصفصافة كارثة يقف وراءها مجرمون وطن
فيما اتشحت مئات الدونمات بالسواد جراء تفحم مئات وربما آلاف الأشجار جراء الحريق الهائل المتعمد الذي اندلع في منطقة الصفصافة بين محافظتي عجلون وجرش، استمرت فرق الإطفاء بالتعامل مع الحريق الذي تجدد أمس.
ويؤكد مدير الحراج في وزارة الزراعة أن الحريق تجدد في نفس المنطقة وامتد إلى مناطق أخرى مجاورة صباح أمس، لافتا إلى أنه تم الطلب من الجهات المعنية إشراك الطائرات في عمليات الإطفاء.
ويقول الشرمان إن منطقة الحريق من الغابات الطبيعية التي تحتاج إلى إمكانات كبيرة للتعامل معها، خصوصا في ظل عدم وجود طرق طوارئ بين الغابات تسهل مهام فرق الإطفاء.
وأضاف أنه طلب تدخل جميع كوادر الزراعة في المحافظات المجاورة أمس للسيطرة على الحريق، لافتا إلى أن كوادر الدفاع المدني والزراعة ما تزال متواجدة في الموقع منذ اندلاع الحريق الذي تشير كل الدلائل إلى أنه متعمد وبفعل فاعل.
ويؤكد أنه لم يتم حصر الأشجار المتضررة جراء الحريق الذي انتشر على مساحة تزيد على 150 دونما، غير مستبعد أن يكون الرقم بالآلاف.
وكان الحريق الذي اندلع أول من أمس في منطقة الصفصافة الحرجية بين محافظتي عجلون وجرش انتشر في يومه الأول على مساحة حوالي 100 دونما وتسبب بإتلاف وحرق مئات الأشجار الحرجية النادرة والمعمرة.
وبين الشرمان حينها أن الحريق أتى على أشجار معمرة في المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة ذات كثافة حرجية طبيعية وغابة مختلطة تضم أشجارا نادرة ومعمرة عمرها يتجاوز الألف عام.
وأضاف أن الحريق اندلع في منطقة جبلية تضم أشجارا من اللزاب والسنديان والبطم والقيقب وغيرها بحيث يصعب التعامل معها إلا بجهود استثنائية وغير طبيعية، لافتا إلى أن الجهات المعنية اضطرت إلى فتح طرق طوارئ داخل الغابة تزيد أطوالها على عدة كيلومترات لتسهيل الوصول إلى الحريق المفتعل.
وقال مدير عام الدفاع مدني الفريق الركن طلال الكوفحي الذي أشرف على عمليات إطفاء الحريق إن كوادر وإطفائيات الزراعة في محافظات عجلون وجرش والمفرق وعين الباشا وديرعلا والزرقاء، اشتركت في عمليات الإطفاء للسيطرة على الحريق الذي يعتبر الأكبر على مستوى المملكة كونه وقع في منطقة حرجية كثيفة.
وأشار إلى مشاركة ما يزيد على 250 من الموظفين وكوادر الدفاع المدني في عمليات إطفاء الحريق.
إلى ذلك أشار مدير دفاع مدني المحافظة المقدم هاني الصمادي أن آليات وكوادر دفاع مدني محافظات عجلون وجرش وإربد وإسناد الوسط عملت على مكافحة النيران التي تسببت بحريق مئات الأشجار الحرجية في المنطقة النادرة، داعيا إلى زيادة عدد الطوافين وأعمال المراقبة وتوفير الإمكانات الكبيرة لمواجهة مثل هذه الحرائق، والعمل على فتح الطرق بين الغابات لسهولة الوصول إلى مواقع الحرائق والسيطرة عليها وإطفائها.
وأكد أن معظم الحرائق التي يتم التعامل معها تكون متعمدة وبفعل فاعل، هدفها الإضرار بالثروة الحرجية كثروة وطنية، مبينا أن آليات الزراعة قامت بفتح طرق بين غابات المنطقة بطول حوالي 12 كم من أجل السيطرة على الحريق ومحاصرته حتى لا يمتد إلى مساحات أكبر من الحراج.
إلى ذلك احتشد الآلاف من المواطنين على الشارع العام لمشاهدة الحريق، ما أدى إلى حدوث أزمة سير خانقة في الموقع بالتزامن مع اضطرار مرور عشرات سيارات الإطفاء وصهاريج المياه الى موقع الحريق.