دعوة وطنية للجلوس إلى الطاولة المستديرة .. لمناقشة المطالب واحتواء المصائب . وسماع وجهة النظر الاخرى في فك الإرتباط

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم ابراهيم جبر درويش
فك الارتباط ..... قراءة جديدة "الجبهة الاردنية الموحدة"



إن من سوء الطالع أن تتكالب الأزمات على الامة ... وتصفح الرياح المدمرة كل ركن

من أركان البيوت الآمنة وتتعالى صرخات دونما الم ... تلك هي الفتنة .

الكل :معارضة وموالاة , مدعون بدافع وطني بحت للجلوس إلى الطاولة المستديرة ..

لمناقشة المطالب واحتواؤ المصائب .

لم تبدأ مصيبتنا (أردنيين) بالربيع العربي المزعوم , بل كنا ضحية فكر عربي مستبد أملى على الاردن نظرية التقسيم أو سمة

الانفصال أو فك الارتباط إن شئت .

وفيما لم يكن الوضع مجرد ارتباط فلا يجوز تسمية التجزئة فك ارتباط بل هو إضعاف لدولة ذات سيادة ومملكة عريقة يشهد لها

التاريخ و تكريس لمتاهة استغلها الغاصب أيما استغلال ..


فالاردن وطن حر أصيل لكل من شرب من مائه واقتات من زاده بشقيه شرق النهر و غربه و ما أفرزته اجتهادات الساسة

العرب من تتويج سلطة في ظل الاحتلال اكبر من كلمة حق يراد بها باطل .

ولنعد بالذاكرة إلى عام 1964 عندما تأسست منظمة التحرير الفلسطينية , بأهداف معلنة آنذاك تتلخص بالعمل الغذائي

لتحرير لتحرير الأرض المغتصبة عام 1948 قبل توحيد ضفتي الأردن .

ولم يكن من سلطة على ارض الضفة الغربية سوى سلطة الدولة الأردنية تماما كما هو الحال في الضفة الشرقية حتى اللحظة

وإالى الأبد إن شاء الله .

لقد أسفرت حرب حزيران عام 1967 عن فقدان دولة عربية ثلاث لأجزاء غالية على قلوب العرب من أراضيها لكن المفارقة

منظمة تحرير سيناء أو منظمة لتحرير الجولان , ولم يفوض غير الرسميين بالمطالبة والمتابعة على الجبهتين المصرية

والسورية حتى يومنا هذا .

ورغم إن الدولة الأردنية ممثلة برأس الهرم آنذاك جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه , بذلت ما بوسعها

للدفاع عن الأرض المغتصبة والإنسان الأردني من فوقها حتى تاريخ الفبركة العربية لفك الارتباط المزعوم , إلى إن انتزاع

جزء مقدس غالي على قلوبنا نحن الأردنيين مرّ بأسلوب لم تعهده الدول ولم تعتنقه الشرائع ولم تتداوله الأمم ... فكان بمثابة

انتزاع عضو سليم من جسد حي محاولة لاستشفاء جسد مريض .. ولم يستشر ذو الجسد الحي بعملية المتبرع بذلك العضو

من جسده .

كأردنيين نقول على مسمع العالم اجمع دون التملق أو محاباة لجهة إن تعليمات فك الإرتباط صادر عن جامعة مهلهلة لم

يؤخذ بأي من قراراتها منذ تأسيسها .. فهل تملك الجامعة تجريدي كأردني أملك أرضا آلت إلي إرثا في الضفة الغربية من

حقي بالتصرف بها .

من الذي أعطى الحق لأهلنا في الضفة الغربية مخالفة الشرائع وحرمان الأردنيين شرق النهر من حقوقهم غرب النهر ؟؟

أليست هذه سرقة لأملاك الأردنيين ؟؟

سمعنا بحينا تتركون الميتة الصغرى و الكبرى .. فلا نرى بعدها قائمة ... إما أن ينام أردنيا ليستيقظ فلسطينيا فتلك مقولة

باطلة , والأدهى من ذلك والأمر أن ينام مواطنا أردنيا ليصبح رئيسا فلسطينيا بجنسية أردنية ... أي فك للإرتباط الذي عنه

نتكلم ....

ولمن يرفضون الوطن البديل , أطمئنهم , لا بديل للأردنيين عن وطنهم من الصفاوي إلى خط الهدنة ومن الرمثا إلى العقبة ...

فالأرض أرضنا ولن نفرط بذرة من ترابها الطهور ولن يعيش الجسد الأردني إلا برئتين يجمعهما النهر ... مؤمنين بأن الوطن

الأصيل بضفتيه الحر والأسير ... معاهدين الله بأن نضل الجند الأوفياء للهاشميين .

مناشدين القائد المفدى إجراء استفتاء يطال أهل الضفتين المقيمين على ثرى الوطن الغالي شرقي النهر , فمن يرتضون لهم

ممثلا , وعليهم وصيا , وبهم يقاتل وبإسمهم يفاوض ...

بذلك وبذلك فقط .. سيشعر إبن محافظة العقبة أن له جذورا في محافظة الرمثا ... يلجأ إليها أن لا سمح الله حلت بها الكارثة

دون ازدراء له من أهل الرمثا ..

واثقين بأن جلالة الملك المفدى ... سيطلع بمسئولياته و يستخدم صلاحياته التي لا نرضى لها تقليصا بل وندعمها لإعادة

ترتيب بيتنا الأردني والخروج من كل تهديد اقتصادي أو أطماع استعمارية أو تجزئة نرفضها شعبا واحدا أصيلا من

الضفتين ... وحبذا لو نرسخ مفهوم الوحدة كما يجب , وتمثيل رموز السلطة لرغبة الشعب ولا يؤمو الناس عنوة , فملعون

من أمَ قوما دون رضاهم ..

فقبل أن نبحث فيمن بعثر الشركات وباع المؤسسات ... علينا كدولة ذات سيادة رفض سياسة الأمر الواقع التي أملتها

علينا قوى عربية خارجية انتزعت أرضنا وحقنا في المطالبة فيها لإستعادتها ورسخت ذرائع العدو بعدم وجود شريك

استراتيجي للسلام , وأدخلت الأمة في أروقة انفاق مظلمة لا نرى نهاية لدهاليزها ...

عندها وعندها فقط سنجد العالم إلى صفنا , بقدم العون والإسناد ... وتبرم اتفاقيات السلام التي تضمن عيشا كريما لكل

أردني شرقي النهر و غربيه , ونبني على ما بنت عليه قيادتنا منذ التأسيس استكمالا للمعطيات لا نسفا للمقررات...


ويسرني من على هذا الموقع المتواضع أن أتلقى من كل أردني شريف على ضفتي النهر أو في المهجر رأيه رفضا أو

تأييدا , لأن رأي الشرفاء هو ما سنبني عليه , وإن حشدنا الرأي أصبح مطلبا لنا الحق بالنظر فيه لنترجم معنى المواطنة

كما يجب ونرسخ مفهوم وحدة المصير كما ينبغي ...

وإذ أرحب لكل رأي أردني أو عربي أو سواه ... آمل أن أجد الإقبال على الأداء من كل وليد لأبوين أحدهما من شرقي النهر

والآخر من غربيه .....

لتكون الخطوة التالية مسيرة ولاؤ للقائد المفدى وانتماء لنرى الأردن المقدس بضفتيه , ترفع بصدق وعزيمة علم الأردن

الأشم و مجسم الأقصى المبارك و صور القائد الراحل طيب الله ثراه والقائد المفدى جلالة الملك عبد الله الثاني أمد الله في

عمره ورعاه بشعار يجمعنا و لن نفرط بذرة من ترابه الطهور لتكون إيذانا بحرية الإختيار وخطوة بداية المشوار ...

وتسليطا للأضواء على قوة التيار
تيار حزب الجبهة الوطنية الموحدة .
ينطف بإسمكم ولا يخذلكم...




والله ولي التوفيق .


إبراهيم جبر درويش .