"آمانة عمان الكبرى ....آن لك ان تسمعي"

اخبار البلد 
"خطة استراتجية للنقل والمرور....قريبا" , باصات حديثة ذات تردد عالي....قريبا", " مجمعات على مداخل عمان....قريبا" , " فتح مجمع رغدان السياحي..ايضا قريبا", عبارات رنانة اعتدنا سماعها من قبل المسؤولين بامانة عمان الكبرى على مدار العام،ولكن لو دققنا النظر بتلك العبارات لوجدنا الرابط الوحيد والعجيب بينها وبين امانة عمان وهو "قريبا" والذي لا اعرف لغاية الأن المقصود بعبارة "قريبا" هل هي شهر؟سنة؟قرن؟دهر؟ , سؤال بات بحاجة الى اجابة فعلية علنا نسمعها "قريبا" من المسؤولين.

بالحديث عن الاختناقات المرورية فلا يمكن لأحد انكار انها مشكلة عالمية تواجه معظم الدول بمعظم القارات ولكن ما "نستكره" هو اسلوب تعامل اصحاب القرار مع هذه المشاكل وتحجر العقول والنظرة السوداوية لمشاكل النقل والمرور فكم سمعنا من تصريحات تنادي بأن شوارع عمان لم تعد تتسع وعدد المركبات بازدياد مضطرد وبحلول عام 2020 ستصبح الشوارع كارثة اذا لم ننفذ الباص السريع وكأنه المعجزة التي حملها الينا اشخاص من دول اجنبية لها أسلوب حياتها وثقافتها الخاصة كما لنا نحن ايضا , تطبيق اعمى او بالأحرى فاقد لحواسه الخمسة ومصاب بشلل رباعي لمشاريع رغبة من المسؤولين بتطبيق "الأن" بدلا من "قريبا" متذرعين بحجة واهية وهي ان هذا الباص السريع الذي لم نراه لسرعته الصاروخية قد نجح في خمسين دولة اخرى فلما لا ينجح في عمان؟ الا يدرك المسؤولون ان اساس شبكة النقل لدينا ضعيف جدا وبحاجة لاصلاح اولا ثم الانتقال لمثل هكذا مشاريع؟ وهل يعلم المسؤولون ان عملية التطبيق لا تبدأ عالميا بشارع حيوي كشارع الجامعة لكي لاتكون معدل المجازفة عالي والخسائر فادحة؟ وهل يعلم المسؤولون ان الدول التي طبق فيها مثل هذا المشروع اكثر من 50% من السكان يستخدمون شبكات النقل العام بينما اهل الاردن لاتزيد نسبة استخدامهم للنقل العام عن 10% وسوء ادارة شبكة النقل العام المتوفرة هي اساس الخراب؟وهل يا ترى يعلم المسؤولون بامانة عمان ان الدول المتطورة اصبحت تحتفل بالاستغناء عن الاشارات المرورية ونحن ما زلنا نحتفل بزرع الاشارات الضوئية؟وهل يعلم المسؤولون بامانة عمان ان الشاخصة المرورية فقدت هيبتها ولم تعد الا مجرد ديكور بالشارع او لنشر اعلانات العزيات والافراح لكثرتها وعشوائيتها؟ وهل يعلم المسؤولون بامانة عمان ان المطبات لم تعد حلا لمشكلة الحوادث وهنالك عشرات الحلول الاخرى؟ اسئلة كثيرة لن تنتهي موجهه الى المسؤولين بامانة عمان الكبرى التي اطلقت حملة مرورية بعنوان "انت المسؤول " للحد من الحوادث المرورية و التي أرد عليها واقول "لا.. انت المسؤولة يا امانة عمان" وليس المواطن فكيف والشارع والرصيف والمحلات وانت المتحكمة فيها يا آمانة عمان كيف شئتي وانت من تستطيعين خلق بيئة آمنة وسياسات رادعة وتراخيص محلات تقدمي فيها مصلحة العامة ,عندها فعلا سنشكرك ونقول لك "انا المسؤول" فلا تلقي باخطائك علينا وتحملينا مسؤولية، انت المسؤولة عنها "الأن".

م. نور العدوان