وردتي ... سأكتفي بك حُلماً ... فواقعكِ ليس لي ...


مع بزوغ الفجر في أيام عمري الوردية .. و مع إشراقة شمس الأملِ في بساتين قلبي الصغير ... ومع سماعِ الحان البُلبلِ وعصافيرِ الحبِ من على أغصانِ صباحاتي الجميلة ... كان لي مع هذه الحياة قصةً جميلة ...قصة عشق مجنونة ... كنت أحاول أن أبقيها بلا نهاية ... كنت أحاول أن أبقي أسطرها غير مُكتملة ... نَسجتُ بِداياتها بضحكات وإبتسامات مشرقة ... خَطيتها بأَفراح دون أوجاع والآم ... فحاولت أن لا أنكسرفي متنها وفحواها ... حاولت أن أبقي أبطالها لآخر المطاف ... فأخترت الصمود أمام عَواصفِ قلبي المكسور بعشقك الممنوع ...حاولت إيقاف عقارب ساعة الأيام عن الدوران حتى لا أفقد أجمل لحظات عمري بقرب من كانت لي نبضاتي وأنفاسي ... فكانت طَلتها هي فجراً لأيامي ... وقدومها هي السعادة التي تغطي على أحزاني و أوجاعي ...فكانت هي وجهتي ..فبها إكتفيتُ من هذا العالم ... فأصبحتْ لي عالمي وكياني ... كنتُ حارساً على أبواب قلبها من خفافيش الظلام التي حاولت أن تسكن مكاني في حياتها ... دافعتُ وإستبسلتُ بالدفاع عن حُبي وعِشقي الجميل ...فتلقيتُ حينها صفعات الغدر من هذا الزمن التعيس ... صفعات حاولت تشويه قلبي الجميل ودثر تلك الإبتسامة البريئة من على وجهي الشاحب... فوعدتها وعداً صادقاً أن أدفع عمري كاملا ً لنعيش حباً صادقاً بأحاسيسه ... بريئاً بعبراته ...و نهرب سويا ً الى أحلامنا وأهدافنا .. نهرب الى بيتنا الذي بنيناه بتخيلاتنا ... نهرب سويا ً ويداً بيد الى عالمنا الخاص ...فأنا سأبقى كما كُنتُ حَبيبا ً صادقاً بمشاعرهِ وبأَحلامهِ مع من إخترتُ لتكون شريكتي ورفيقة دربي تؤنس وحشتي ووحدتي ... وأعوضُ ما خسرتهُ من عمر لم يكن معها...

فالآن و بلحظة غادرة ... أَطلقت رصاصاتها صوب قلبي ... قَتلت أَحاسيسي وفَجرت دُموعي ... وأَغرقتني بِظلام الوحدة والألم ... فأَعلنت هجري ونِسياني ...أَعلنت إِنسحابها من دنياي... وأبتعدت فتركتني لوحدي مع أحزاني والآمي ...

فـإلى أين يا وردتي ... الى أين يا محبوبتي ... ؟؟؟ ...

فقلبي لا يتسوعب ما قلتي ... لا يستوعب إِنسحابك ... لا يستطيع نسيانك ... قلبي تربى على حبك ... فأُضيئت أنواره بأحاسيسك ... ونمَت أزهارُ الفرح ِ والأملِ فيه من قطرات كلماتك ...وأرتوت بساتينه مع هطول أنظارك... فإلى أين يا وردتي ... الى أين يا محبوبتي ...؟ ... قولي الى أين ...؟؟

وردتي ... نعم وردتي .. ستبقين وردتي ومحبوتبي مهما طال الزمان... فالحبُ ليس كلمات وأحلام تُنسج ... فالحبُ يا وردتي هو واقع من الأحاسيس والمشاعر التي تملئ القلوب ... الحبُ هو نسائم الشوقِ و الإهتمام ... فحبي لكِ وردتي لا تصفه كلماتٌ ولا مقالاتٌ ولا مجلات ... حبي لك تعدى الحدود وأصبح من عالم اللاشعور ... عالم تخطى التخيلات ... عالم لم يكن كعالمِ العشاق والأحبة ... فعالمي أنا وأنتِ وردتي مختلفٌ تماما ً عن عالم من يسمون أنفسهم عشاق .. فنحن عُشاقٌ ليس كباقي العُشاق ... تألمنا أكثر مما فَرحنا... وبَكينا أكثر مما إِبتسمنا ... دمرتنا الأحزان .. وأنهكتنا الأوجاع والآلام ...تحدينا سويا ً عواصف الظلام ... فأشعلنا شموع الأملِ التي حاولت هبوب الرياح من إطفائها ... فلم نكن قادرين على الصمود أمامها ... فشموعنا أُطفئت... ولوعاتنا أُهمدت ... وأَشوقنا تجَمدت ... هكذا فعل بنا الزمان ... هكذا جُعلَ من قِصةِ عِشقنا الجميل ذِكرى من ذِكريات العُشاق ... فأصبحت كلماتنا تتداولها أفئدة واللسنةِ العُشاق .. ونحَنُ عُدنا الى ما قَبل عِشقنا الجميل ... عُدنا بِلا هَوية .. وبِلا أَحلام ... وبِلا طَريق ... عُدنا نَعيشُ بدنيانا كَعابري سبيل ... تجتاحنا الهُموم وتَسكن في قلوبنا الوحدةُ والألم ... فأنا الآن كالطائر الحزين الذي يغني أجمل الألحان رغم نزفه بالآلام ... فكانت اللحاني هي حروف أسم وردتي التي شَكلت لحناً من أجمل الألحان ...

وردتي ... اليس من المعقول عندما تجتاحنا الهموم والآلام وتتكالب علينا الاحزان ...وتتوشح ألوان حياتنا بالسواد ..وتكون الدموع هي اللغة الوحيدة التي تترجمها القلوب ... وتكون الآلام عنوانا ً للأيام ... أليس يجب أن نقف ونحارب لعلنا نجد ورقة ً تجمعنا سويا ً يكون فيها إسمي وأسمك معا ً ... الا يجب عليك ان تتمسكي بحبي لك .. وتتمسكي بقربي .. الا يجب عليكي ان تَسقي حُبنا الجميل بقطرات عِشقك بدلا ً من أن تتركيه في ردهات الزمان تعبث به الآلام والأحزان ... وردتي ... لم يكن الإنسحاب حلا ً يوما ً من الأيام... ولن يكن بالإنسحاب قرارا ً لإنهاء حُبٌّ عِشناهُ سَويا ً وتجرعنا سمّه ... ليس بالإنسحاب ننسى ونمحوا من ذاكرتنا لحظاتنا الجميلة وسهراتنا الطويلة ولقائاتنا الخاطفة ... ليس بالإنسحاب نمَحوا الإبتسامات ... وليس بالإنسحاب نوقف الدموع عن الإنهمار ... وليس بالإنسحاب نوقف قلوبنا عن النبضات ... ليس هذا هو الحل لحُبنا ... وليس هذا ما نكافئ به أنفسنا على مشاعرنا ... فهنالك يا وردتي ما يجعلنا نُحارب ونتمرد على واقعنا المؤلم لأجل أن نكسب من أحببناهم ... نكسب من تركوا الدنيا لأجلنا ... نكسب رفقتهم للأبد ... ليس عليكي الإنسحاب ... بل عليكي أن تعيشي بأمل لتستمر حياتنا ونكسر الياس ونتغلب على الحرمان ...فبألأمل يا وردتي نستطيع أن نقود قارب حياتنا كيفما نشاء وكيفما نريد ... نقود قاربنا وننجوا به بعيدا ً عن الغرق ... فهيا يا وردتي أعطني يدك لنشعل شموع الأمل في حياتنا من جديد لتنير ظُلمات طريقنا المجهول ... فطريقنا طويلة ومظلمة ... ولا لدينا الا شموع الأمل لتُنيرها .. ونَزرع التفائل في أرجائها ... ولنجعل السعادة عنوان لها ... فلا تحاولي أن تعيدي حساب الأمس وما خسرتي به ...فالعمر حين تَسقطُ أوراقهُ..لن تعودَ ثانية ...ولكن إعلمي يا وردتي بأنه مع كل ربيع وإشراقه يوم جديد سَتنبتُ أوراقٌ أُخرى ...تغطي وجه الارض بظلها ... ولكن لن تكون كقبلها ...


وردتي ... إن شاءت الأقدار وقرأتي كلماتي هذه ... فأعذريني على إطالتها ... فقلبي فاضت نبضاته ... وأصبحت حكياتك هي كلماته ... فكيف لي بحضورك أن لا أكتب الصفحات والمجلدات ... كيف لي أن أتوقف عن الكتابة وما زال لك في قلبي الكثير من الآهات التي لم أكملها لغاية الآن ... فرفقاً بي مولاتي ... رفقاً بي ... رفقاً بحكايتنا وحب عمرنا ... رفقنا بذكرياتنا وسهراتنا ... رفقا بلقائاتنا ... رفقاً بوعودنا ... رفقاً بالسنين التي قضيناها سويا ً...رفقاً وردتي... فإني أعشقك لحد الجنون ... وردتي ... هل تعلمين إني ما زلت أحتفظ برسالتك على هاتفي ...التي تقولين بها (( أحبك للأبد )) .... نعم والله قلتيها قلتي (( أحبك للأبد )) ... أقرأها يوميا ً عدة مرات ... وأتسائل أهذا الوعد ذهب وأدراج الرياح ... أم تبخرت كلماته من حرارة الجو ... أم كانت كلمات تُقال فقط ...

إن كان وعدك لي تلاشى من أحلامك وأمنياتك ... فأنتي حلمي وحبي الازلي ... فلن يتبخر ولن يتلاشى سيبقى مزروع في قلبي حتى ينـزل جسدي النحيل تحت التراب......لن أقول وداعـــا ً... بل سأقول .. سأنتظر عودتك لو طالت مئة عام ... ... سأنتظرك وردتي ...