هل الانفجار يأتي من الشمال نتيجة أحداث جرش؟


منذ أكثر من سنة ونصف وكل يوم جمعة تخرج مسيرة من الجامع الحميدي في جرش الى ساحة البلدية، والتي لا تبعد عن الجامع أكثر من 100-120 متر على أبعد تقدير. وأنا شخصياً كنت أشارك أحياناً كمؤازر للمسيرات للطلب بالاصلاحات، واستعادة ثروات الوطن، ومن ناحية أخرى كمراقب ومتابع، ولم يحصل خلال السنة والنصف أي اشكالية، أو أي اعتداء من قبل الذين يخرجون في المسيرات، وكان أحياناً يأتي أشخاص في الطرف المقابل، ويبدأون بالشوشرة، ولكن لم يكن أحد من الحاضرين يعطيهم أي انتباه، وللأمانة كان وجود الشرطة ما بين الطرفين عامل أمان وطمأنينة. ولكن الذي حصل في مسيرة الجمعة الحالية كان مختلف تماماً، وأثناء قيام أحد الحاضرين بإلقاء كلمة، فاجأ الجميع مجموعة من الزعران، قطاعين الطرق بالاعتداء على المتكلم والحاضرين من الخلف، ومن ثم جلب الشبّيحة الكريكات التي تستعمل بالحفر للهجوم على الحاضرين، والمواسير الحديدية لضرب الموجودين، حتى وصل الأمر باستعمال السكاكين والزجاج للتشطيب بلغة الزعران. ويا للأسف هذا كله بوجود كافة الأجهزة الأمنية الكثيف بجميع فروعها، ولم يحركوا ساكناً، ونتيجة لذلك تم الاعتداء على بعض الموجودين بالسكاكين، والهروات، والمواسير، ومنهم من تصاوب. ولم يكن رجال الشرطة الحاضرين في هذه المرة عامل أمان للمواطنين، بل لولاهم لتم لجم الشبيحة والمعتدين، ومن هؤلاء من هو مخالف للقانون ومطلوب للقضاء، وأهل جرش يعرفونهم بالواحد، ونتيجة تصرفاتهم الغير انسانية، والموثقة من قبل الصحافة الموجودة، سوف يتم ملاحقتهم قضائياً وقانونياً من قبل المُعتدى عليهم. وزد على ذلك اشتباك المواطنين مع بعضهم البعض عشائرياً نتيجة تصرف الشبيحة للفعل المشين. فإذا كان عدد الحراك في جرش 200 شخص، فإن المرة القادمة سوف يكون بالمئات، والجميع سوف يأخذ حذره، ويكون محتاط على ما يحميه من قبل أي شخص. وبهذه الحالة تكون الأجهزة الأمنية، والقائمين عليها هم السبب الرئيس والحقيقي في تفجر الأوضاع واتساعها، وتكون محافظة جرش ومدينتها قد زُج بها الى أحداث هي غير راغبة بها، ولا مخطط لها. علماً أن أبناء محافظة جرش كغيرها من المحافظات ولائها المطلق للوطن والملك، ولكن يجب محاسبة الفاسدين، وعدم السكوت عليهم، واسترجاع ما تم نهبه من مقدرات الوطن، وعدم تزوير الانتخابات، والعدالة الاجتماعية، والمساواة، وهذا هو مطلب حراك جرش. وبالتالي هذا المطلب يتناغم مع ما يصبوا اليه سيدنا. لذلك أيها المسؤولين لا تجعلوا نقطة الانفجار تأتي من جرش نتيجة سوء تقدير، وعدم فهم ما يُنادي به الشارع وما يُطالب به، ولا تجعلوا المواطنين كمن يحمل عود الكبريت في الزرع أو الهشيم نتيجة الاضهاد، والظلم، والقهر، وارتفاع الاسعار. ويجب على الجميع من مسؤولين أن يقتدوا ويتعلموا من حكمة سيدنا، وسعة صدره، وأن لا تجتهدوا والدليل اجتهاد المسؤولين والاجهزة الأمنية بالدول المجاورة، وهذه هي النتيجة أمام أعينكم. عليكم أيها المسؤولين تنفيذ توجيهات الملك فقط لا غير.
مع الشكر لرئيس التحرير
8-6-2012