اخبار البلد
نقيب الجيولوجيين بهجت العدوان قال بالأمس أن هناك الكثير من الثروات الوطنية مدفونة في باطن الأرض ويحول دون استغلالها أفكار ومعتقدات مستوردة بأن تعدينها سيلحق أضرارا جسيمة بالبيئة. وقال أيضا ان هناك تيارا قويا مدعوما من دول غربية استنزفت كل مقدراتها وثرواتها في باطن الأرض يناهض أي تعدين في الأردن بحجة الحفاظ على البيئة!
هذا ليس أول تصريح لمتخصصين تحدثوا عن ثروات الأردن، والنفط تحديدا، ولكم سمعنا ولم نزل، قصصا كثيرة يتم تداولها همسا أو جهرا، كلها تؤكد أن الأردن يعوم على بحر من النفط!
والغريب في هذا الأمر، أنه كلما خرج تصريح من مختص حول هذا الموضوع، سارع المسؤولون إلى نفي وجود بترول في الأردن، كأن وجود هذه الثروة «تهمة» يحرص المسؤولون على نفيها، كي لا تنقطع فتات المساعدات التي «يتصدق» علينا بها أثرياء العرب والعجم!
قبل فترة توجه أحد الباحثين الأردنيين الى دولة أجنبية لعرض ورقة علمية تضمنت مجموعة من الأبحاث و الدراسات تثبت أن الأردن تقوم على بحر من البترول وبمجرد نشر هذه المعلومة خرج كل من له لسان من رجالات الحكومة ينفي ما يقوله هذا الباحث، وهذا المشهد تكرر كثيرا في السنوات الأخيرة..
أما قصة الصخر الزيتي، فتلك حكاية أخرى، حيث اقرأ وأسمع عنها منذ أعوام طويلة، ولكم سمعنا عن مليارات الدنانير من احتياطاتنا من الصخر الزيتي، لكن كل ما قيل جعجعة بلا طحن، ويكفي هنا أن نسوق حقيقة لطالما سمعناها، تقول، ثمة دراسة أجريت عام 1994 على جدوى الصخر الزيتي مفادها انه يمكن انتاج البترول من الزيت الصخري بشكل تجاري اذا وصل سعر البرميل 30 دولار وطبعا وتحديدا اليوم تجاوز سعر البرميل المائة دولار بكثير، ولكننا لم نسمع احدا يتحدث بالأمر!
هل يملك أحد حلا للغز البترول في الأردن؟ هل كتب على أهل هذا البلد أن يبقوا في فقرهم وجوعهم، وحاجتهم لما في أيدي الناس، وأرضهم محاطة من كل الجهات ببلاد كلها فيها بترول، فأنى لنا أن نصدق أنها تخلو منه؟ هل هي «سياسة» إفقار وتجويع كرمى لعين «جار» جار علينا في كل شيء، وشكل وجوده لعنة علينا، منذ غرس أو خنجر في خاصرة وطننا العربي؟ من يحررنا من هذا الإستعباد؟