ظلم يتبعه شتيمة وتحقير !

... في ذروة الظلم والفساد وهبوط قيمة المواطن الأردني إلى أدنى درجة بشرية دون غيره من البشر ، وفي ذروة الفقر والبطالة والتهميش والإقصاء التي تمارس بحق أبناء الوطن ، وفي ظل دولة باعت كل مقدرات شعبها وثرواته وأبقته عاريا جائعا يستجدي " حاوية النفايات لسد رمقه ، وفي ظل نظام هانت عليه كرامة شعبه ، وأتاح المجال لزمرة طارئة متصهينة فاسدة أصلا ، وحاقدة على كل ما هو أردني يرتدي الكوفية الحمراء والثوب الأبيض البدوي الذي يُعرف بطيبة أصله وكرمه وحسن خلقه وطول صبره على الألم والجوع والمهانة ، لم يتلقى شعب في التاريخ الحديث شتائم وسباب ووصف " أحقر " مما قيل بحقه على يد علماء طاقة نووية وكتاب منافقون وإعلاميون يعملون بالقرب من صاحب الأمر وفي بيته العامر ، ومنهم "مغتربون " لم يطب لهم العيش بيننا يستقوون باعداءنا على بلادنا وشعبنا ، ومن ثم يعودون لتأسيس أحزاب أردنية !! ايفا أبو حلاوة ، مضر زهران ، منى الخطيب ، خالد طوقان ، باسم عوض الله ، معن الخوري ، عدنان ابو عوده ، وآخرون منهم لا يتسع المجال لذكرهم من تلك الفئات الحاقدة على الشعب والوطن ، لا يتوانون عن شتم أبناء الوطن وحتى النظام حين يفقدون مواقعهم وسلطاتهم ،لم تمنعهم أخلاق العرب وتسامح الدين من إظهار أدنى احترام لأشقائهم ، لم يمنعهم حتى كسرة رغيف خبز وحفنة ماء تقاسمناها سوية من شتمنا ووصفنا تارة بكلاب صحراء ، وتارة بزبالين وجهلة وحمير ، وتارة بحثالة ورعاع ، كل ذلك لمجرد أنهم يرغبون التقرب من الكبار ،فباتت شيمة من يود التقرب للنظام او للمقربين من الملك أن يشتم الشعب الأردني وينشرها أو يصرح بها علنا بكل " وقاحة " حتى تصل رسالته إلى المعني وينال الرضا ، وكأنه " يحك " على جرب يشعرهم بالرضا ! ، ولمَ لا يشتموننا ! وهم واثقون بقوة وسطوة من يقف خلفهم ، يمنحهم الدعم والمساندة حتى لو خلعوا نعالهم ورمونا به ، لكن خسئوا ، وخسئ من يقف خلفهم ويمنحهم الرضا وقبول جرائمهم الأخلاقية وخيانتهم " للعيش والملح " الذي جمعتنا بهم عقود طويلة !
في ندواتهم وتصريحاتهم ومؤتمراتهم التي يقيمونها سرا وعلانية مع سادتهم من مسئولين أمريكيين في سفاراتهم كما جرى مع نائب الرئيس الأمريكي بايدن في عمان على يد ايفا أبو حلاوة ، أو من خلال مراكز دراسات متخصصة ببث السموم ونشر الفتن والأستقواء على الأردن ، يصدعون رأسك في الحديث عن المحبة والولاء والانتماء والوحدة الوطنية التي سرعان ما تتفجر وتنتهي وتظهر الاصطفافات حتى أمام مباراة كرة قدم بين قطبي الكرة في الأردن ! البعض منهم شتم الأردن عبر فضائيات الحقد أكثر من مره ، ومن ثم يلجأوون إلى الأردن ويؤسسون فيها حزب يسمى بحزب الأردن الجديد ، ولا أعرف ماذا يعني بالجديد ، نعم أنه أحد أقطاب الحقد والكراهية على الأردن وشعبه ، حضر من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن نال منا ما ناله من سب وشتم وتحقير ليؤسس حزبا أردنيا لا نستبعد ترخيصه لما يتمتع به الحاقد مضر زهران من دعم كبير من لدن كبار ومقربين من الملك ، لما تمتع به من مشاعر حقد لم يخفيها بحق الشعب الأردني ونظامه طوال إقامته في الخارج ! أليس هو من قال أن فلسطين لليهود ، والأردن للفلسطينيين ولا حل القضية الفلسطينية إلا بتلك ألطريقه ، ألم يقل أن الأردن مجموعة رعاع وبدو متخلفون رُحل ولا حاجة بهم لدولة ! أليس هو من رفض أن يجيب على سؤال إن كان صهيونيا أم لا ! واكتفى بالقول أنه متعاطف مع اليهود !! كيف سيتاح له ولمن هو على شاكلته من الحاقدين على الأردن شعبا ونظاما المجال للعمل السياسي في الأردن ! كيف لرجل يعمل خادما مخلصا لمشروع صهيوني يسعى لشطب بلادنا وشطب هوية شعبنا أن ينعم بما ينعم به من راحة وعون وحفاوة استقبال ! أم هي تجييش كل أنصار الوطن البديل وأصحاب الحق المنقوص ودعاة التجنيس وتجنيس أبناء الأردنيات وتوحيد صفهم و قوتهم من أجل تحقيق الهدف الصهيوني لشطب الأردن شعبا وهوية !
لا يضير الجبال هبات الغبار ، ولن يضيرنا شتم وسب حاقد أو متصهين او فاسد ، لكن ما يضيرنا وما يحرق قلوبنا أن يُكرم الفاسد والحاقد ، وأن ينال من الرضا ما لم يناله شهيد أو حُر يعشق تراب الأردن ، ولا اعتقد أن اركان النظام هنا لم يسمع أو يعرف أحد منهم بما يناله الشعب من تحقير وسب وشتم على يد مقربين منهم !!
كنت اعتقد واهما ، أن أبناء الوطن من النشطاء وعبر مواكب الحراك الشعبي الغارق بعضهم بأجندة الأحزاب وتصورات بعض المعارضة ، أن يتحركوا لنصرة شعبهم والدفاع عنه ولو لجمعة واحده من بين عشرات الجمع التي خرجت بها تلك الحراكات ، فالدفاع عن الشعب وكرامته والدعوة لإسقاط كل " وقح " يتجرأ على الشعب بلسانه القذر لا يقل وطنية عن الدعوة لإصلاح سياسي او ملاحقة فساد ، فإسقاط مثل هؤلاء وإبعادهم عن مراكز القوى التي ُزرعوا بها ضمن مخطط إحكام القبضة على الوطن وثرواته ومؤسساته الحساسة وخدمة فئات دون غيرها من الشعب ، هو واجب وطني لا بد من القيام به من اجل تفكيك تلك المراكز وإسقاط رموزها ! لعلنا ننجز ولو جزءا يسيرا من معركتنا مع تلك القوى التي تلقى كل الدعم والمساندة من النظام والمقربين ، فترتيب الأولويات وتقسيم المهام والتقاط حاجة الناس والعمل بها فورا دون تغييب الأصل والانتصار لكرامة الناس وضرب مكامن الشر كلما لاح فاسد او عدو ، خير من حمل رزم كاملة يصعب تفكيكها ، فمنذ قرابة عام ونصف ونحن نحمل رزم الإصلاح ومكافحة الفساد كاملة ننزل بها إلى الأسواق كالبضاعة التي لا تلقى رواجا ، و لم نحقق فيها نتيجة تذكر ، ولو تناولنا كل قضية وحدها لأنجزنا منذ شهور كثيرا من برامجنا وأجندتنا وعلينا أن نأخذ برأي معن بن زائدة حين خاطب أبنائه بالقول :
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى . . خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً . . وإذا افترقن تكسرت أفرادا