اخبار البلد
في الأخبار، أنّ أهل بلدة الربة الكركية فوجئوا بوجود رجال ونساء يهود، يلبسون لبس المتدينين ويرخون جدائلهم، يتجوّلون في القرية، ممّا دفع رجلاً لرمي حذائه عليهم، فتجمهر الناس فوراً وبدأوا بإلقاء الأحذية عليهم، وطردوهم من هناك شرّ طردة.
وفي الأخبار، أيضاً، أنّ أهل القرية تجمّعوا بعدها في دكان، وتعاهدوا أن لا يسمحوا بدخول يهودي إليها، لأنّ من يحتلّ فلسطين لا يجوز له التجوّل بحرية في الأردن، وقال ناطق بلسانهم: معاهدة وادي عربة لا تمثّلنا، فنحن ضدّ هؤلاء الذين يدنّسون المقدّسات.
كان ذلك مساء الأحد الماضي، قُبيل ذكرى نكسة حزيران، ولعلّ ما جرى يؤشّر إلى المشاعر الحقيقية للأردنيين تجاه العدو الإسرائيلي، وفي حقيقة الأمر فإنّ الأحذية الكركية التي طردت اليهود هي أصدق احتفال بالذكرى الأليمة، فمرحى لأهلّ الكرك الأحباء، وتحية لأهلّ الربة.
التاريخ يقول إنّه من الكرك والشوبك وعجلون وإربد والسلط دخلت قوات صلاح الدين التي حرّرت فلسطين من الصليبيين، ومنها أيضاً، سيقول التاريخ مستقبلاً، أنّ العرب دخلوا فلسطين وحرّروها من الصهيونيين، وسيضربوهم بالأحذية أيضاً.