أخبار اقتصادية جيدة
اخبار البلد_د. يوسف منصور _ من
حسن الطالع أن الوضع الاقتصادي العالمي في تراجع الآن، رغم نمط الإحباط
الذي يحس به غالبية الأردنيين نتيجة ما يحدث في فلك رفع الأسعار ورفع
الرسوم وتقليل "الدعم" وتنامي حجم المديونية والعجز، إلا أنه يوجد بعض
الأخبار الجيدة والناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي بالنسبة للاقتصاد
الأردني التي يجب أند تبث بعض الطمأنينة بين الناس.
فمثلا هبط سعر النفط الخام إلى 87 دولار وهو أقل سعر منذ كانون الاول 2008،
وبمعدل 16% عن الشهر الماضي، كما أنه من المتوقع أن يصل إلى 76 دولار في
الربع الثالث من هذا العام نتيجة للتباطؤ الاقتصادي العالمي المتوقع، وقد
يهبط سعر النفط إلى نسب أقل من ذلك في ظل أرقام النمو الأمريكية التي تبدو
أقل من المتوقع. أي أن ما يستورده الأردن من النفط وهو تقريبا 100 ألف
برميل يوميا سيصبح سعره أقل بكثير من الشهور الماضية والأعوام الماضية
أيضا، ويقلل أيضا من العجز في الميزان التجاري (الفارق بين الواردات
والصادرات) وعجز ميزان المدفوعات، الأمر الذي سيزيد من قدرة تغطية الواردات
من احتياطي العملات الأجنبية لدى البنك المركزي.
كما أن سعر اليورو انخفض بما يزيد على 9 بالمئة مقابل الدولار مما حسن من
سعر صرف الدينار أمام اليورو خاصة وأن عجز الأردن التجاري مع دول اليورو
يفوق 2 مليار دينار مع الاتحاد الأوروبي يصب غالبيته في باب الآليات
والمعدات ومدخلات الإنتاج.
فنتيجة لتراجع هذه العملة المهمة أمام الدينار (لارتباطه بالدولار) سيتمكن
الصناعيين والمستهلكين في الأردن من تحقيق وفورات مهمة قد تصل إلى أو تفوق
10 بالمئة من فاتورة الواردات من دول الاتحاد الأوروبي، ويقلل من عجز ميزان
المدفوعات والميزان التجاري، ما سيزيد من الاستقرار النقدي .
ايضا هنالك مؤشرات بتحسن حوالات المغتربين وارتفاعها، مما يعني أن الصيف قد
يشهد نشاط تجاري يفوق معدله في العامين الماضيين مما سيعيد بعض الحيوية
لقطاع الإنشاءات.
ومع وجود 40-50 مليار طن من الصخر الزيتي في الأردن (الثامن في العالم من
حيث حجم المخزون والبدء بإنتاج النفط من الصخر الزيتي خلال عامين سيتمكن
الأردن من تقليل الاعتماد على النفط المستورد وتخفيض العجز التجاري وأن
يصبح من الدول المصدرة للنفط.
هنالك أخبار جيدة على المدى القريب والمتوسط، وهي أخبار يجب أن تطمئننا
بقوة ومنعة الاقتصاد وتحسن من الرؤية المستقبلية الاقتصادية، لذا نرجو من
الحكومة أن تعمل على التركيز على هذه المتغيرات وأن تدرجها ضمن
إستراتيجياتها وحوارها مع الشعب الأردني.