نص تقرير مركز الأمان للاستشارات والتأهيل لحقوق الإنسان حول زيارة دار تربية أحداث الرصيفة


اخبار البلد_ جاءت هذه الزيارة في سياق جهود جمعية الأمان للاستشارات والتأهيل لحقوق الإنسان لتعزيز العمل بمبادئ حقوق الإنسان ورصد الانتهاكات أو أوجه القصور أن وجدت لنتمكن نحن والمسؤولين أصحاب القرار في مختلف مواقعهم لمعالجتها وتلافيها مستقبلا وأننا من موقع عملنا وتأدية رسالتنا في الحفاظ على أبسط القواعد الحقوقية المتعلقة برعاية الإحداث فأن تقريرنا هذا يأتي لتعزيز الشراكة مع الجهات صاحبة العلاقة لصالح حقوق الإنسان بشكل عام وأيضا تقديرا لجهود مؤسساتنا الوطنية التي تؤدي رسالتها بفعالية في ضوء ازدياد محاولات النيل والانتقاص من عمل هذه المؤسسات الوطنية .



الخطوات التي بني عليها صياغة التقرير :-

1- تشكيل فريق العمل

2- اعتماد مراجعة القوانين الناظمة للتعامل مع فئة الإحداث

3- مقابلة لمدير دار تربية الإحداث والمشرفين

4- جولة تفقدية لكافة مرافق المركز / موثق بالصور

5- مقابلة لموقوفين بصورة جماعية للاطلاع على أوضاعهم

6- مقابلة عدد من الموقوفين بصورة فردية بناء على طلباتهم



أولا المبنى :-

تم إنشاء المبنى عام (1981) في محافظة الزرقاء / لواء الرصيفة يعد المبنى لائقاً لاستقبال الموقوفين وقدرته الاستيعابية من (100) إلى (140) موقوف وتتألف منامات الموقوفين من ثلاثة مواقع واسعة نوعاً ما وان كان يحبذ استخدام الأسرة ذات الطابقين لإعطاء مجال أوسع في مكان النوم مع ضرورة العزل(حسب التهم) ، وكل منام يحتوي على حمامات يلاحظ نظافتها والاهتمام بها مع ضرورة توفر المواد المطهرة لمنع نقل العدوى وخاصة في المغاسل الجماعية ويجد حمامات للاستحمام منفصلة وتعد كافية لتغطية حاجة الموقوفين ويلاحظ وجود غرفة متوسطة في كل قاعة نوم تستخدم لتواجد المشرفين بشكل عام .

وتم ملاحظة توفر إجراءات السلامة العامة من خلال وجود نظام حريق في كل منام بالإضافة إلى وجود مخرج طوارئ لكل منام وتوجد مفاتيح أبواب الطوارئ في الإدارة..

والمركز بشكل عام يتميز بالنظافة والترتيب هذا بالإضافة إلى توفر كافة المرافق الترفيهية من ملاعب وصالات داخلية وقاعة كمبيوتر وطاولات تنس وبلياردو ويتوفر مصلى وصالون حلاقة أيضا.

كافة مرافق المركز خاضعة للرقابة الالكترونية باستثناء المنامات والحمامات وهذا يتوافق مع التعليمات التي تقضي بعدم انتهاك خصوصية الإحداث .

كافة منامات الموقوفين يوجد بها تكييف ومراوح تعمل بصورة جيدة مع حاجة جزء صغير منها للصيانة الدورية ، والتهوية متوفرة حسب الإمكانيات المتاحة .


ثانياً الجهات الإدارية :-

1- الحراسة :-


تتوفر الحراسة الخارجية للدار ومناط بمديرية الأمن العام هذه المسؤولية من خلال مديرية شرطة لواء الرصيفة ولوحظ تواجد الحرس في الأماكن المحددة لهم ولديهم الإلمام الكافي بواجباتهم وكان الاهتمام واليقظة

ابرز الصفات التي ظهر به الشرطي المناوب علماً بأن الحراس يعملون على نوبات مختلفة .


2- الإداريين :-


يتبع الجهاز الإداري نظام وزارة التنمية الاجتماعية بإشراف مباشر من مديرية تنمية لواء الرصيفة ويتراوح المستوى الأكاديمي للموظفين من البكالوريوس ، دبلوم ، توجيهي إلى ما دون التوجيهي ولكن على الرغم من تفاوت المستوى الأكاديمي للإداريين والمشرفين إلا انه لوحظ القدرة العالية للعاملين في التعامل مع الموقوفين بصفة جماعية أو على مستوى الحالات الفردية والحرفية والجهد في هذا المجال مع التأكيد على ضرورة رفد العاملين بالكوادر البشرية الزائدة والتركيز على الإعداد النفسي والتأهيل للعاملين .


ثالثاً الخدمات المقدمة :-


أ‌- الخدمة الاجتماعية :-


تتحقق الرعاية الاجتماعية من خلال مراقبي السلوك وهناك اهتمام واضح من الإدارة في متابعة حالة الموقوفين بالتواصل مع أهاليهم وبذل جهود تم الاطلاع عليها لتحقيق هذا التواصل وهناك عيادة أخصائي اجتماعي للتواصل مع الموقوفين وبحث مشاكلهم .


ب‌- الرعاية النفسية :-


لا يوجد أخصائي مقيم في المركز واعتقد بأنه يتم التعامل مع الحالات بتحويلها إلى الاخصائين خارج دار تربية الإحداث .


ج- الرعاية الصحية :-


هناك رعاية صحية متوفرة من خلال عيادة موجودة داخل دار تربية الإحداث وهناك نماذج معدة خصيصاً لغايات التحويل على المستشفيات عند الضرورة بالتنسيق ما بين الإدارة والمشرف المناوب .


د- الخدمات الرياضية :-


يوجد بدار تربية الإحداث ملعب صغير خارجي تمارس فيه الألعاب الفردية والجماعية مع توفير صالة رياضية مجهزة للألعاب الفردية والجماعية وهي من المرافق الترفيهية في الدار .


رابعاً التغذية :-


يوجد مطبخ مركزي يصرف وجبات للموقوفين بعد ثلاث وجبات يومية حسب برامج غذائية متنوعة تعد بشكل أسبوعي(تم الاطلاع عليها) وقد ابدي الموقوفين رضاهم التام على نوعية الطعام وجودته ، ويتميز المطبخ وصالة الطعام بنظافة مميزة ( موثق بالصور ) وفي نفس المجال هناك مشتريات من خارج دار الرعاية توفر للموقوفين بناء على طلباتهم الشخصية ويتم شرائها من مالهم الخاص .


خامساً الملابس:-


ملابس الموقوفين الشخصية تحقق معايير النظافة الشخصية ، هذا بالإضافة إلى إن الإدارة توفر الملابس والتجهيزات للموقوفين ممن تنقصهم أو تنقطع عنهم الزيارات العائلية .

ولكل موقوف خزانته الخاصة في المنامات يحتفظ بها بمتعلقاته الشخصية


سادساً التثقيف والتعليم :-


هناك برامج محو أمية داخل الدار ويسمح لطلبة بإكمال دراساتهم حسب برامج معدة خصيصاً وتوفر لهم الأجواء المناسبة لتأدية امتحاناتهم ولمسنا التعاون والتنسيق ما بين دار الرعاية ومديرية تربية لواء الرصيفة لتقديم دروس التقوية للموقوفين ، ويتوفر عدد من المحاضرات المختلفة التي تتدخل في مجال التثقيف الاجتماعي والديني للموقوفين .


سابعاً التدريب المهني :-


على الرغم من ضرورة توفر تدريب مهني وان وجد من خلال احد المراكز التابعة لمديرية تنمية الرصيفة إلا انه غير مفعل نوعاً ما ونقترح في هذا المجال نقل التدريب المهني إلى داخل مركز الرعاية مما يوفر مستقبلا فرص عمل مهنية وتخفيف الضغط على المركز المعتمد مما يحقق النتيجة الأمثل وقد يكون هناك فرصة لبيع منتجات الموقوفين مما يشكل لعدد منهم مصدر رزق إضافي خاصة عند انقطاع عدد من الأهل عن زيارة أبناءهم وكذلك فان التدريب المهني يبرز الإمكانيات الفردية الموجودة عند الموقوفين ويخفف الضغوط النفسية التي يعانوا منها.



ثامناً خصائص الموقوفين :-


- الفئة العمرية : 16—18 سنة


- الخلفية الاجتماعية : المستويات الاجتماعية متقاربة نوعاً ما


- أماكن السكن الأصلية : من مختلف محافظات المملكة وهذا احد المطالب بضرورة توفر مراكز توقيف قريبة من أماكن السكن الأصلية .


- التهم : أهمها

(القتل ، الشروع بالقتل ، السرقة ، هتك العرض ، الإيذاء ، المشاجرات )


- مدة التوقيف :

المدد مختلفة وهنا نسجل ملاحظتنا بضرورة البت في قضايا الإحداث حيث إن القانون صنفها في باب القضايا المستعجلة وعلى الرغم من مخاطبة دار الرعاية بصورة مستمرة للجهات الرسمية إلا انه هناك بطء في اتخاذ الإجراءات القانونية السريعة للبت في قضايا الإحداث ، وعدد كبير منهم يتم تجديد توقيفهم دون النظر في قضاياهم .



المعرفة القانونية للموقوفين :-


يجهل الإحداث حقوقهم القانونية خلال عملية إلقاء القبض والتحقيق معهم ونؤكد في هذا المجال على ضرورة توفر لوحة تعليمات في دور مراكز التوقيف ليطلع الأحداث عليها ومقارنة الإجراءات التي اتخذت بحقهم والإجراءات القانونية المعتمدة .


علاقة أسر الموقوفين بأبنائهم برزت الملاحظات التالية :


1- هناك اتصال دائم ما بين إدارة دار الرعاية وأهل الموقوفين لمتابعة قضاياهم وأمورهم الشخصية

2- ظهر عزوف من قبل بعض الأهالي عن زيارة أبناءهم لأسباب قد تكون عائلية أو شخصية .

3- هناك زيارة أسبوعية للأهل مع وجود زيارة من الموقوف للأهل ضمن معايير وشروط خاصة .


أهم المشاكل التي تبرز في دور رعاية الأحداث بشكل عام :


1- عدم توفر الكادر الاجتماعي المؤهل تأهيلاً معرفياً لمواكبة التطورات العلمية في التعامل مع الأحداث الموقوفين .

2- قلة الإمكانيات المالية التي تعزز إمكانيات التأهيل والرعاية الاجتماعية للموقفين .

3- القصور في إجراءات إدارة شرطة الأحداث في التعامل مع قضايا الموقوفين .

4- صعوبة تشغيل الأحداث في إطار المجتمع المحلي بعد تلقيهم التدريب المهني .


أبرز التوصيات والاقتراحات :-


1- ضرورة إقامة تدريب مهني داخلي في نفس دار التأهيل .

2- تأمين الاتصالات الضرورية حيث أن هناك اتصال دوري بمعدل (3) مرات أسبوعيا من خلال الخط الرسمي الموجود في إدارة الدار ويوثق بسجل خاص الاتصال ، مع تحفظنا على هذه الطريقة ونقترح أن تتواجد بطاقات خاصة للموقوفين للاتصال بأهلهم مما يوفر الوقت المناسب لهم ويخفض التكلفة المالية عن كاهل الحكومة.

3- تأمين فحص طبي دوري شامل .

4- ضرورة اشتراك مؤسسات المجتمع المدني المحلي في الإدارة والتأهيل للموقوفين حسب نظام يوضع خصيصاً لهذه الغاية تحقيقاً لمبادئ الرعاية والإدماج وتحقيق أجواء أسرية تعود بالمحصلة النهائية بالنفع على الموقوفين والمؤسسة أيضاً.

5- ضرورة إنهاء قضايا عدد من الموقوفين المسرح كفالتهم لكن لعدم توفر الكفيل ما زالوا قيد التوقيف .

6- نؤكد على ضرورة توفر رعاية قانونية حكومية للنظر في قضايا الموقوفين ممن لم يمثلوا قانونياً أمام المحاكم .

7- ضرورة اهتمام مديرية الأمن العام بقضايا الأحداث من خلال إدارة شرطة الأحداث وعدم تحويل للقضاء في خلال المراكز الأمنية والأقسام المختلفة (المخدرات ، البحث الجنائي ) .

8- ضرورة وجود مفاتيح أبواب الطوارئ مع المشرف المناوب.

9- ضرورة تواجد ممرض متخصص داخل دار تربية الأحداث.

10- إنشاء مكتبة مصغرة وتزويدها بالكتب والمجلات .

11- ضرورة أرشفة كافة المعلومات المتعلقة بالإحداث على أجهزة الحاسوب وعدم الاعتماد على الأرشفة الكتابية.