الإجهاد والخوف من الخسارة وراء تعادل الأردن والعراق بتصفيات المونديال

اخبار البلد
اتفق الكثير من متابعي كرة القدم العربية بأن المنتخبين الأردني والعراقي لم يقدما المستوى المأمول منهما في مباراة اليوم الأحد التي انتهت (1-1) وجمعتهما على استاد عمان الدولي بإفتتاح مشوارهما بالدور الحاسم المؤهل لنهائيات كأس العالم، ذلك أن الأداء جاء متواضعا لدرجة لم تكن في اطار التوقع وحالة الإجهاد ظهرت على لاعبي المنتخبين ليغلف الملل والرتابة وقائع المباراة دون الإغفال عن حالة الخوف التي انتابتهما من شبح الخسارة لينقاد المنتخبان في النهاية لنتيجة التعادل.
نتيجة التعادل ربما تكون مرضية للعراق أكثر من الأردن، ذلك أن المنتخب العراقي كسب نقطة خارج أرضه، لكن نستطيع القول في الوقت ذاته بأن التعادل لكلا المنتخبين سيكون أفضل حالا من الخسارة وبخاصة أنهما لا يزالان في بداية المشوار والتعادل كاف ليبقي على طموحاتهما قائمة وبقوة للمنافسة على بطاقتي التأهل عن المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبهما منتخبات اليابان واستراليا واليابان.
ولأن المنتخب الأردني لم يقدم الأداء المقنع والممتع على أرضه، فإن التعادل يفترض أن يكون بطعم الخسارة لكننا نرى أن هنالك جانبا ايجابيا لهذه النتيجة على معنويات المنتخب الأردني الذي سيتوجه غدا الإثنين إلى اليابان لمواجهة منتخب بلادها يوم الجمعة المقبل في تصفيات المونديال، ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون معنويات لاعبي منتخب الأردن حال واجهوا اليابان بعد الخسارةمثلا أمام العراق، قطعا سيكونوا في حالة لن يحسدوا عليها اطلاقا.
نعترف بأن المنظومة الهجومية للمنتخب الأردني لم تكن فاعلة في ظل محدودية الخيارات الهجومية للاعبي خط الوسط، و نعترف بأن اللاعبين وقعوا تحت ضغط نفسي لم يكن هينا نظرا لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بعدما أحسوا مقدار طموحات أبناء الوطن في الوصول لمونديال البرازيل، وهذا الضغط ازداد بعد الهدف المباغت الذي سجله نشأت أكرم بالدقيقة (14).
وظهرت معاناة منتخب النشامى جلية إثر غياب نجم الكرة الأردنية حسن عبد الفتاح عن مباراة اليوم بسبب الإصابة، فضلا عن وجود بعض التحفظات على الترسانة الدفاعية للمنتخب الأردني التي "تكشفت" في أكثر من مرة عبر نشأت أكرم ويونس محمود لكن تلك المعضلة التي يعاني منها المنتخب الأردني سيكون حمد قادرا على معالجتها قبل مواجهة منتخب اليابان ذو القوة الهجومية الفتاكة.
ولعل اللافت في مباراة اليوم الأداء المميز والرائع الذي ظهر عليه خليل بني عطية عندما نجح في وضع حد لخطورة كرار جاسم وضبط خطورته ليؤكد بني عطية قدرته الفائقة على اشغال مركز الظهير الأيمن بعد أن آثار مركزه جدلا واسعا بين عشاق كرة القدم الأردنية.
ولا تزال الطريق نحو البرازيل في البداية، والمنتخبين العربيين لم يخسرا وهذا هو الأهم مما يجعل حظوظهما قائمة ومعنوياتهما مرتفعة في تحقيق نتائج تلبي التطلعات في قادم اللقاءات وإن كان المنتخب الأردني أمام مهمة صعبة للغاية عندما يحل ضيفا على المنتخب الياباني يوم الجمعة المقبل لكن لا يعني ذلك بأن "النشامى" سيسلمون أمرهم لليابانيين وبخاصة أن نتائج المواجهات بين المنتخبين على مدار التاريخ كانت ايجابية للغاية، لكن يبقى التساؤل متعلقا بقدرة النشامى على التخلص من حالة الإرهاق التي ستشكل له تحديا خاصا كونه لعب مباراة العراق وسيتوجه غدا الإثنين إلى اليابان ليقابلها بعد أربعة أيام فقط حيث ستستغرق رحلته إلى اليابان وقتا طويلا .
ونلحظ أن كثير من القواسم المشتركة ظهرت في لقاء اليوم بين المنتخبين الأردني والعراقي من حيث محدودية الخيارات الهجومية والبطء الشديد في عملية تحضير الهجمات والإجهاد الواضح الذي ظهر على اللاعبين وهم الذين خرجوا للتو من استحقاقات الموسم المحلي.
عموما، لا تزال لقاءات هذه المجموعة "عامرة" بالأسرار والمفاجآت، والمنتخبان الأردني والعراقي قادران على استعادة المستوى الحقيقي لهما سريعا لما يكتنزاه من لاعبين قادرين على التعامل مع لقاءات بهذه الأهمية وبخاصة في حال كان التركيز سمة الأداء في لقاءاتهما المقبلة.
في النهاية، جاءت المباراة جميلة بجماهيرها لا بمستواها الفني حيث احتشدت الجماهير الغفيرة منذ ساعات الصباح لمؤازرة المنتخبين وقد التزمت بالهتافات المحفزة للاعبين، وحظيت المباراة بحضور ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني والأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي،رئيس الإتحاد الأردني.