الغدر أحد اشكال العنف

اخبار البلد 
الغدر خصلة من خصال النفاق التي قال فيها الرسول "اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن,كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها :اذا ائتمن خان, واذا حدث كذب, واذا عاهد غدر, واذا خاصم فجر". وقد اعتبر بعض العلماء الغدر من الكبائر ولعنة الله ستحل على المتحلي بهذه الصفة المقيتة يوم القيامة وورد حديث شريف بهذا الخصوص"قال الله: ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة رجل اعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر اجيرا فاستوفى منه ولم يعطه اجره. وقد ضرب المسلمون اروع الامثلة في الوفاء بالعهود ومنهم الانصار فقد بايعوا النبي عليه السلام على الدفاع عن الاسلام فاستضافوا اخوانهم المهاجرين واقتسموا معا الطعام والشراب والمأوى حتى تم النصر لدين الله. لم يقاتل انس بن النضر في غزوة بدر فأخذ عهدا على نفسه ان يقاتل في أحد ولما جاءت غزوة أحد قاتل قتالا شديدا حتى استشهد ولم يستطع أحد من الصحابة التعرف عليه بسبب الطعنات في جسده سوى اخته عرفته من أصبعه ولا ننسى موقف الرسول من زوجته خديجة فقد ظل وفيا لها بعد وفاتها وبقي حافظا لذكراها وكان يهتم بأهلها وصديقاتها. نستطيع القول ان الغدر آفة بل تكاد تكون مرض اجتماعي خطير يهدد مجتمعنا وله اشكال عديدة فقد يغدر الاخ بأخيه والصديق بصديقه
في لحظة ضعف او شرارة غضب. الصداقة والاخوة اهم من كل الاعتبارات التي تحتم على الانسان ان يحافظ على رابطة الاخوة والصداقة وان يدرك ان هذه الرابطة مقدسة لا يجب التفريط بها مهما كانت المغريات المقدمة له ويتذكر ان الله يراقبه في كل صغيرة وكبيرة.
آن الاوان ان نظرد الحسد والكره من قلوبنا ونصفي النية ونرجع الى الله وننظر للسلبيات التي بداخلنا ونحاول تغييرها , واذا بحثنا عن الاسباب الكامنة وراء ذلك نجد انها متعددة منها الغيرة والحسد او ضعف الوازع الديني او حتى حب الانتقام او تحقيق مآرب في النفس البشرية.
ان الغدر ظاهرة متأصلة في نفس البشر منذ القدم وسببها نزعة النفس البشرية الى الشر,الشر يطغى على الخير,قد يغدر الانسان باخيه ويبيع ضميره من اجل حفنة من المال وينسى كل المبادئ والقيم والاخلاق التي تربى عليها الموجودة داخله .آن الاوان ان نغير من سلوكياتنا لنعيش بسلام وأمن وطمأنينة ولنتذكر قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز”ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. صدق الله العظيم.