كم أنت كبير ياوطني

اخبار البلد 
منذ أن أنشئت إمارة شرقي الأردن عام واحد وعشرين وتحولت بعدها إلى النظام الملكي والأردن يشكل الحضن الدافئ لاستقبال الأشقاء العرب وحتى موجات التهجير ألقسري للمسلمين من بلاد القوقاز وغيرها.

ورغم شح الإمكانات الاقتصادية وتحدي المياه في الأردن إلا أن الله عز وجل بارك في هذه الأرض وبارك في إنسانها المعطاء وجعلها تشكل نموذجا يتحدث عنها القاصي والداني منذ أن كتب على المنطقة العربية حالة عدم الاستقرار السياسي .

الأردن الأرض والشعب والقيادة حتى جيشه الذي لم يكنى بالجيش الأردني بل الجيش العربي فتح أبوابه مشرعه للأشقاء الفلسطينيين والعراقيين والليبيين والسوريين وغيرهم من الشعوب التي ألمت بها المصائب والويلات والغزو الخارجي فتقاسم لقمة العيش وشاركهم الحياة حلوها ومرها والمأوى استجابة لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار

ولم يسجل على الأردن يوما انه قايض على موقفه الإنساني والسياسي بتصويب أوضاعه الاقتصادية القاهرة بل ناضل وكافح بكل الوسائل المتاحة للوقوف على قدميه صامدا أمام جميع الهبات والاهتزازات التي شهدنها المنطقة رغم أن كثير من الأنظمة البائدة التي سقطت خلال موجة الربيع العربي كانت تمتلك ألاف المليارات المودعة في البنوك الغربية التي راحت لصالح تجار السلاح لإبادة باقي الشعوب العربية التي فاقت أخيرا من حلم الوهم وأدركت فهم اللعبة السياسة

المهم في الأمر أن الأردن لن يركع أو يرضخ أمام ظرف اقتصادي طارئ وعابر ولكن على الأشقاء أن يتذكروا دائما مواقف الأردن الجليلة والكبيرة وأياديه البيضاء والتضحيات الجسام التي سطرها الجيش العربي وان يقفوا إلى جانب المملكة في هذا الوقت العصيب لقطع الطريق على المتربصين والمتصيدين في الماء العكر لقبول الأردن باستحقاقات سياسية معينة قد يدفع فاتورة تداعياتها كل المنطقة من المحيط إلى الخليج.