غضبة كويتية على نائب أردني سابق

اخبار البلد
بثت قناة «الوطن بلس» الكويتية-قبل يومين- مقاطع للنائب السابق منصور مراد على الفضائية السورية، يشتم بها دول الخليج،على خلفية مساندتها للشعب السوري، واصفاً دول الخليج بأنها تسببت بقتل الفلسطينيين والسوريين، بالإضافة الى كلام لاينشر بعضه. القناة الكويتية جن جنونها؛ لأن الكلام صادرعن نائب أردني سابق،ولأنه يصب باتجاه تخوين دول الخليج؛ والكويت من بينها،على خلفية قضايا مختلفة،خصوصا،القضايا الكبرى.
القناة الكويتية بثت مقاطع لمراد يقول فيها: إن اهل الخليج مشكوك في عروبتهم، وإنهم ليسوا عرباً ولا مسلمين، وانهم ينتمون الى عرق «البلوش» دامجاً في طريقة الكلام الأنظمة بالشعوب،حتى لايأتي الفصل لاحقاً،ُمقنعاً لأحد.
مع الاحترام للنائب السابق منصورمراد، فإن بإمكانه ان يساند النظام السوري كما يشاء؛ دون ان يزج بتعريفات علاقة الأردن بدول الخليج بشكل غير مباشر؛ لأن الأمر- في نهاية المطاف-سيصب باتجاه اعتقاد الكويت وغيرها ان شخصية اردنية تشتم أهل الخليج.
لماذا هذا التجريح اساساً، وهل نقبل لأحد ان يشكك في عروبتنا نحن،أو في قوميتنا وديننا،أو في جذور أصولنا ومنابتنا وأهلنا؟!.
هناك مئات الاف الاردنيين يعملون في دول الخليج، وهناك استثمارات خليجية بعشرات المليارات في الاردن، وهناك انتظار لمساعدات،وفوق ذلك هناك علاقات تمت إعادة الدفء اليها، فلماذا نستثير هذه الدول ضدنا، ومن أجل من؟مِن أجل نظام دمشق!!.
الفعاليات التي تريد تأييد نظام الأسد فلتفعل ذلك،كما تشاء،دون ان تؤثر على عناوين اردنية داخلية،والمشكلة ان بعضنا لايتعلم،لاننا في فترة صدام حسين،قام بعضنا بتأييده وشتْم دول اخرى،ولاتعرف لماذا علينا دوماً ان نشتم الآخرين،لحساب آخرين؟!. هي ذات المعادلة القديمة الجديدة في حياتنا السياسية،اذ تتم بلورة مواقف كثيرة،فيما الفاتورة تتنزل على حساب البلد العام في نهاية المطاف،لان العاتبين سيقولون فلان من الاردن،شتم اصلنا، فيصير مطلوباً من النظام السياسي أن يصالح ويعتذر!.
.مثلما لانقبل ان يخرج علينا الكاتب الكويتي «فؤاد الهاشم» بشتائمه ضد الاردن،لانقبل ايضاً ان يخرج من بيننا من يعطي الشرعية لذات الاسلوب، ومنصور مراد من المفترض أنه مسّيس،ولاتكفي رئاسته للهيئة الشعبية لمساندة سوريا ضد المؤامرة،لشرعنة كلامه هذا. نخبنا تُبلور موقفها بمعزل عن الكلفة العامة لهذه المواقف على البلد،ولايمكن لمنصور مراد ان يقول ان هذا موقفه الشخصي؛لأن هناك حساسيات سابقة مع الخليج،ولأن تعريف الخليج لمثل هذا الكلام سيتنزل على ارضية اردنيته،قبل موقفه السياسي والشخصي.
في دول الخليج هناك من يندفع باتجاه الأردن، ويريد انعاش العلاقات ورفع سقفها،وبالمقابل تأتي المفارقة لدينا بوجود من لايأبه ولايهتم ولايشجع،ولايقدر ايضاً مدى الجهد الذي تم بذله لاستعادة العلاقات مع هذه الدول منذ عام تسعين.
يقول مراد مايقوله،ويحتمل الأردنيون في الخليج، نظرات العتب،ولربما الشك، من وراء هذه المواقف، وقد كان الاولى ان يؤيد مراد نظام الاسد كما يشاء، دون ان يتوسع في قصف كل من حولنا وحوالينا، حتى لايرتد ذلك علينا جميعا. ليعذرنا النائب السابق،فهذا البلد،لايحتمل كل هذا «النقرالثوري»على عصبه العام.