أي شقاء لمن يحمل فكرا

على مدى التاريخ.....فأن جميع الذين شقوا وعلقت رقابهم وأنتفص من شأنهم ...هم الذين أمنوا بفكر أو برأي أوبمبدأ ...ودفعوا لذلك ثمنا غاليا في سبيل قناعاتهم وأيمانهم ...ومن سخريات القدر فأن جلاديهم كانوا من الطغاة الجهلاء سايرهم في ذلك شعب مسلوب الارادة منغلق الفكر .


ولنا في التاريخ العبرة .........فكم من أناس تضللنا بعلمهم وأستدلنا بفكرهم وتفيأنا بنتاجهم ....بل وكنا نمني ألنفس لو كنا في زمانهم نحضر دروسهم ومجالسهم ونقاشاتهم وأجتهاداتهم ...هولاء ...لو عدت الى زمانهم وبحثت وراءهم ستجد أنه أنتقص من شأنهم وغبن حقهم وظلم علمهم ...لا لشي سوى أنهم ملكوا فكرا وأبدوا رايا مغايرا لهوى ألحاكم ورغبة ألسلطان .



ويبدو بأن هذه القضية أزلية عند بعض ا لشعوب دون سواها ................فقد قرأنا التاريخ وراينا شعوبا أحترمت علماءها وأكرمت أجلاءها أحياء وأموات ...وشعوب دفنت وما تزال تدفن أفاضلها وعلماءها ...بل وتسعى جاهدة الى محو كل أثر لها أرضاء لهوى حاكم ورغبة سلطان .



وألناس رايان ....فمن تراه حاكما عادلا يراه غيرك ظالما جاهلا ومن تراه عالما عفيفا يراه غيرك سما زعافا وأن كنت ترى في أبداء الراي صحة وعافية يرى ألبعض في ذلك خروجا على ألسلطان وتعكيرا للعامة ...وهكذا دواليك ....فكيف أذا كنت نحمل فكــــــــــــــرا أذا ساد وانتشر ( لا سمح ألله ) قلب ألموازين وأزاح عن العقول ( ألجلاتين ) وأحيا في ألافئدة السؤال والتساؤل وأبتلت له ألالسن وأبصرت ألاعين وتزاحمت الاقدام وأنتصبت ألاقلام وجادلت به ألاحلام ........بالتاكيد سيتصدى لك أصحاب ألمصالح ويقفون أمامك سدا منيعا ....فلك أن تتخيل شقاء أولئك ومجادلتهم لاهل زمانهم ............




وشقاء أولئك شقاءين ...........شقاء ترويض ألنفس على هوى الحاكم والزمن الذي هي فيه وشقاء المجادلة ولا
اقول المحاورة مع أهل زمانهم ..........فلماذا يتعب أولئك أنفسهم بذلك الحمل ولا يسيرون مع ألسائرين ..خاصة انهم لا يجدون من وراء ذلك سوى الصدود والنكران وألاستهزاء من العامة والخاصة على حد سواء ...........والجواب على ذلك ........أنها الرسالة التي يحملونها ويشعرون بانهم مسؤولين عن تأديتها وايصالها لاهل زمانهم وللاجيال القادمة .......فأمثال أولئك في كثير من ألاحيان لا يشعرون أنهم يخاطبون أهل زمانهم بقدر مخاطبتهم أجيال ألمستقبــــــــــــــــــــــــل .