نعم للغة الحوار ووداعا للشتم والضرب

اصبحنا نفتقد للغة الحوار واصبح الشتم والضرب اللغة السائدة في مجتمعنا.. ولو نظرت حولك من كل حدب وصوب ترى الزوج يشخط في وجه زوجته لأتفه الاسباب واصبحت لغة التفاهم مستحيلة بين الزوجين فينشأ الاولاد ويشبون ويشيبون وهم يحملون هذا الشريط المأساوي والصور السوداء في اذهانهم على مدى الزمن ,والاب المتسلط في البيت مع الاولاد والذي يستخدم القوة والعصا معهم بدل التفاهم والحوار يدفعهم ذلك الى ان يكونوا عدوانيين على زملائهم وهذا احد اسباب العنف الذي نراه اليوم في المجتمع وهو عدم احتواء الاهل لابناءهم فيولد عندهم الكبت الذي يتحول الى تفريغ شحنات سلبية على الاخرين ويجعل منهم انطوائيين على انفسهم واذا نظرنا الى داخل اسوار المدرسة نجد المدير يصرخ ويوجه اهانات وشتائم الى المعلمين دون اعطائهم فرصة للدفاع عن انفسهم او التعبير عن رأيهم المهم تنفيذ الاوامر وكفى.واذا ما انتقلنا الى الغرفة الصفية نجد المعلم لا يعرف الا كلمة اخرس يا حمار ولا تجد غير هذه الالفاظ النابية والمشمئزة على لسانه واذا ما انتقلنا للحرم الجامعي نجد اعمال الشغب تطغى عل الدراسة والتحصيل العلمي ,لماذا لا نتعلم لغة الحوار ودائما نسعى الى انتقاء كلمات سلبية؟لغة الحوار هي فن من الفنون وجرب مرة ان تمدح زميلك او صديقك فسترى ان ردة فعله ايجابية من خلال الابتسامة التي ترتسم على وجهه فمثلا لو قلت له ما اجمل سيارتك فستلاحظ وقع هذه الكلمات الايجابية على محياه بينما لو قلت له ما ابشع قميصك او قصة شعرك فستلاحظ اثر الغضب من اثر العبوس على وجهه. لماذا لا نقتدي برسول الله وبأفعاله فقد كان صلى الله عليه وسلم لا ينهر أحد وينصت الى كل من يحدثه او يكلمه دون استثناء بعكس اليوم فالمسؤولين يوصدون الابواب في وجه المواطنين ويغلقون موبايلاتهم ولا ينصتون لنداءات الشعب او مطالبهم ,وكلنا يعلم بحادثة الاعرابي الذي تبول في المسجد فماذا فعل رسول الله هل ضربه او نهره؟هل قام بالصراخ عليه؟هل شتمه ورماه خارج المسجد؟كلا والله كان تصرفه حكيما وعقلانيا وقال لاصحابه دعوه يكمل وناداه وتحدث معه وعلم انه جاء من البدو ولا يعلم من احكام الدين الا اليسير.هذا هو الاسلام دين الحوار والاخلاق الحسنة وحسن المعاملة فالدين هو المعاملة وكم من انسان يصلي ويركع وتراه اول المصلين في المسجد ولكن ينفر الناس منه بسبب معاملته السيئة مع الاخرين . انعدمت صورة المخاطبة من اذهاننا وكل حياتنا اصبحت صراخ ونحيب ولم نفكر في يوم من الايام ان نجلس ونتحاور مع الطرف الاخر كما كان رسولنا وقدوتنا يتصرف مع الصحابة وفئة الشباب الذين يصغرونه سنا وياخذ رأيهم في الامور الحاسمة والغزوات ولو سألت نفسك متى كان اخر مرة جلست وتحاورت في بيتك او عملك او مدرستك؟الجواب هو انك لن تجد اجابة على سؤالك.