ان صدقت مواقيت النجوم ينبغي ان تكون في عمان خلال ايام قليلة، ليطمئن
قلبك، ثمة شمس صباحية ستطل عليك من نوافذ البيت في خلدا، واجمل ما فيه انه
لا يشبه بيوت الوزراء، بيتك يشبهك، يشبه نحولك وطولك وسمرتك وشيبك، بوابته
مثل كل الجنوبيين المصابين ابدا بفقر الاكف وجود النفوس..
بيتك الواقف بين قصيدتين اتقنتهما: صدق القلب من الجهة اليمنى ونظافة اليد من الجهة اليسرى
اعتذر ... لك نيابة عن الياسمين، ربما... مسه الذبول لأن البستنجي كان في اندونيسيا سفيراً..
كان البيت يعتمد بعد ذبول الياسمين على الياسمين الاسمر الذي تزرعه الطفيلة
وكان ياسمين الطفيلة يزور عمر
بعد حضور الحراك على الدوار الرابع
اكثر ما كان يوجعني بعد الاتصالات الهاتفية القليلة معك صوتك الواجد الذي لا يشبه اصوات السفراء
هذا الحرير المنساب من اللهجة الاردنية التي تختلف عن رطن السفراء
وهذا الشوق
وتلك الانفعالات التي تجعلني اشعر وانا استمع لك انك تعانقني
ثمة قهوة من بن العميد بانتظارك
وطقم فناجين احضرته شقيقتك من احد محال الادوات المنزلية في الطفيلة
سادعوك الى مقهى في اللويبدة او في البلد
سيكون جوارنا شابان يتحدثان عن استقالة القاضي
..
ومن النافذة الغربية ستلوح ادراج اللويبدة التي يرتعش على حوافها الياسمين والفي
ومن النافذة الشرقية سترى اعتصاما لبعض الفنانين الاردنيين بسبب
مهرجان مامون التلهوني الاخير للأغنية التي كنا نحاول منذ اول كتاب طرد من
الوظيفة ان تكون أردنية
وحاولت ان اقودها بمحاذاة السرو في الجامعة حتى لا تستمع لوعظ
المعلمين عن المواصفات التي أعدوها بالتنسيق مع ابن جني للأغاني لشن الحرب
على العامية الاردنية
اتمنى لقلبك الجنوبي ان لا يتحمل المفارقات الجنونية في عمان بعد الغياب
سترى صحفيا آثر ترك العمل الصحفي ليفتح محل ورد
وسائق قلاب انتخب في البرلمان
واستاذ ادب حديث تحول الى مدير شرطة
وموظف صغير بنى فيللا وادعة في دابوق
ومكتبة تحولت الى وكالة تضارب بالبورصة
وساشرح لك الاسباب التي دفعت الجامعات الى تكثيف التعليم الموازي
سترى نجوما جددا في الصحافة
وسيزورك الكثير من شباب الاردن الباحثين عن الوظائف
لا تنخدع بالأبراج ولا بزجاجها النظيف
واذا دخلت الى احد مكاتبها لسبب ما
فلا تنخدع بالزجاج المطل من عل على المدينة
ولا بالسكرتيرة الغارقة في اللاب توب والعطر
فالمدير الجاثم في مكتبه
غول بمواصفات ادمية