حين يتحدث حسن نصرالله..!


أخبار البلد - جرير خلف - رغم أن الجميع توقع أن يكون خطاب نصرالله موجها بشكل كبير لتبرئة حزب الله من الدور الكبير في مجازر النظام السوري ومحاولة لفكفكة عقدة المخطوفين من خلال تحييد الطائفة والحزب عن الحالة السورية.. إلا أن حسن نصرالله اختصر الأمر بفقرة واحدة في آخر خطابه ترك فيها الأبواب مفتوحة وحاول فيها تبسيط الموضوع كأنه يملك كل المفاتيح، فهو لا يؤمن بالفشل رغم انه يصنعه. 

 

فقد ظهر نصرالله في ذكرى وفاة الخميني بتكتيك خطابي حاول فيه قدر الإمكان المحافظة على شخصية القيادي ذو الهالة المقدسة التي لا تهتز رغم الضغط النفسي الناتج عن قضية المخطوفين، وحاول من خلال تسلسل خطابه البدء في تمتين صفة ( المقاومة) على حزب الله حيث بادر بالخلط المقصود بين الثورة الفلسطينية و(المقاومة) التي تنتعل قضية الجنوب والمقاومة لـ (تمريق وتلزيق) الإرث الطائفي كاستحقاق ثقافي ووطني على الأمة من خلال تسويق توجهات الخميني التي لم تقنع احد سابقا ولم يؤمن بها سوى جوعى الايدولوجية الطائفية من أتباع (امبروطورية فارس). 



يتحدث نصر لله عن الخميني بحديث بدا كحديث اقتصاص وشماتة من الجميع، وحاول أن يجعل من وفاته نكبة موازية لنكبة حزيران.. وكانت مؤشرات السرد في خطابه كأنها جرعة إجبارية موجهه لأصحاب القضايا التي وضع أصبعه فيها، حيث يصف الخميني بأنه ( فيلسوف عظيم وعارف ومفكر إسلامي مبدع ومجدد له مواصفات ذاتية كثيرة وله مواصفات لما أحدثه الإمام في تاريخ الأمة وما أسسه للمستقبل- مما قاله نصرالله عن الخميني). 



وينتهز الفرصة نصر الله لتسويق الحس الروحاني لدى الخميني الذي قام بتكوين الدولة وبناء المؤسسات بعد الثورة (الإسلامية) في إيران خلال سنة فيما لم تستطع ثورات الربيع العربي لغاية الآن بذلك، وينتشي أكثر نصر الله بالخميني ويعلن أن الخميني له الدور التأسيسي كل التحولات الكبرى التي حصلت في منطقتنا وفي الثورات التي انعقدت( هنا اعتمد نصر الله على فقدان الذاكرة لنا فلم يأتي على ذكر غدر الخميني عام 1979 باليساريين والليبراليين الذي قاموا بالثورة معه وقام بتصفيتهم وملاحقتهم).

كما لا ينسى نصر الله استخدام اسم فلسطين مرات عديدة لهضم المحتوى الفكري المسوق في خطابه حيث يذكر أن (فلسطين هي مسألة عقائدية في موقف الخميني بالإضافة الى أن الخميني كان الداعية الدائم للوحدة والتكامل بين المسلمين والمستضعفين)ويبدو هنا أن نصرالله تناسى أيضا فضيحة (إيران جيت) حين زودت (إسرائيل) نظام الخميني بالسلاح لمحاربة العراق.

نحن نقول لحسن نصرالله أننا نذكر كل شيء عن إمامك ونذكر له كتاباته وخاصة كتاب كاشف الأسرار الذي يقول فيه الخميني ( ص 85/86): 



(أن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة (ص): سنسفك دماء النواصب (نحن) ونقتل أبنائهم ونستحيي نسائهم ولن نترك احد منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت..) 

 

ثم يتابع الخميني في كتابه: ( سنمحو مكة والمدينة من على وجه الأرض لان هاتين المدينتين صارتا معقل للوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء المقدسة قبلة للناس في صلاتهم وسنحقق بذلك حلم الأئمة(ع)). 



ثم يقول الخميني في كتاب تحرير الوسيلة 1/352 :(الأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به). 



والأحاديث تطول في استهدافنا.. والمخفي أعظم في أدبياتهم السرية وعليه يمكن فهم كل شيء وعليه فلينتظر وطننا العربي المصائب إذا لم نخلع العمائم السوداء عن القلوب السوداء، فهذه الخطابات النارية وتجارة المقاومة ولعبة الوطنية ما هي إلا أدوات لتسويق الموت المبشرين به من ملالي فارس.

جرير خلف