معركة الرئاسة الأميركية

اخبار البلد 
أميركا هي الدولـة العظمى الأولى وربما الوحيدة في عالم اليوم ، وهي موجودة في جميع القارات والمحيطات وبالتالي تعتبر دولة مجاورة لجميع دول العالم ، فلا يستطيع أحد أن يتجاهل نفوذها الناعم والخشن.
قيادة أميركا للسنوات الأربع القادمة 2013-2016 محل معركة رئاسية تستحق بعد خمسة أشهر ، وقد انطلقت الحملة الانتخابية بعد أن اتضح أن المنافسة ستكون بين الرئيس باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي وميت رومني عن الحزب الجمهوري.
ينطلق أوباما من نقطة إلى يسار الوسط في حين ينطلق رمني من اليمين ولكنه بدأ يقترب من يمين الوسط لأسباب انتخابية. المعركة ليست سياسية فقط بل اجتماعية واقتصادية وعقائدية أيضاً.
وقد درجت العادة أن تحتل السياسة الخارجية مكانة متدنية في اهتمامات الناخب الأميركي الذي يركز على الشؤون الداخلية وخاصة الاقتصاد بما في ذلك النمو والبطالة والضرائب وما إلى ذلك.
تاريخياً كانت حالـة الاقتصاد في السنة الانتخابية هي التي تقرر النتيجة ، فإذا كان الاقتصاد صاعدأً فاز الحزب الحاكم بولاية ثانية ، وإذا كان الاقتصاد هابطاً فاز الحزب المعارض.
صدر عن أوباما أول إعلان انتخابي يطرح سجلاً ناصعاً على أمل أن يعطيه الشعب الأميركي فرصة استمرار المسيرة: يقول الإعلان بأسلوب صارخ: الحرب على العراق انتهت ، ليبيا تحررت ، أسامة بن لادن قتل ، تعويضات البطالة مددت ، قانون الرعاية الصحية صدر ، برنامج التحفيز أنقـذ 2ر4 مليون فرصة عمل ، الضرائب على الطبقة الوسطى عند أدنى مستوى.
لم يقل أوباما شيئاً عن سياسة أميركا الخارجية ، ربما لأنها لن تختلف سواء جاء رئيس ديمقراطي أو جمهوري ، ولكن العالم ينظر باهتمام لما سوف تسفر عنه المعركة الانتخابية الحاسمة.
عربياً ، يمكن القول بأن أوباما خيب الآمال المعقودة عليه ، فقد ساعد على رفع سقف التوقعات ، ولكنه للأسف لم يرتق ِ إلى مستوى الخطابات التي ألقاها على أسماعنا.
ومع ذلك فالأرجح أنه يظل الخيار الأفضل ، ليس فقط لأن الوجه الذي تعرفه خير من الوجه الذي لا تعرفه ، بل أيضاً لأن أي رئيس أميركي سيكون أكثر جرأة في ولايته الثانية حيث لا يعود تحت رحمة اللوبيات المعروفة.