اخبار البلد_ قالت صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أنه مع إقتراب الإنتخابات
المصرية من الحسم، أصبحت أهمية مصير مصر أعظم من أي وقت مضى، بإعتبارها
محور الثورات العربية التي تطيح بالأنظمة الديكتاتورية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن عيون العرب معلقة على نتيجة الإنتخابات الرئاسية
المصرية والتي من شأنها إعطاء دفعة للربيع العربي، وخاصة أن العديد من
الشعوب العربية لا تزال تحت الحكم الإستبدادي.
وأضافت بأن العرب سيراقبون حجم الإقبال الذي ستشهده هذه الإنتخابات ونزاهة
العملية الإنتخابية، وهي المؤشرات الحيوية على مدى احتضان المصريين للقيم
الديموقراطية مثل إحترام المساواة وآراء الآخرين.
وترى الصحيفة أن عملية الإنتقال السريعة من الحكم الإستبدادي إضطرت
المصريين لتعلم الديموقراطية على عجل. وإعتبرت أن أبرز الأخطاء كانت فشل
قادة الثورة الشباب في الاتحاد خلف مرشح ديموقراطي واحد قبل الجولة الأولى
من الإنتخابات، مشيرة إلى أن النتيجة كانت تشتت أصوات الناخبين بين أكثر من
13 مرشحاً من مختلف النماذج السياسية.
إلا أن أبرز ما تعجبت منه الصحيفة، هو أن أكثر من نصف الناخبين المصريين لم
يبالوا بالذهاب لمراكز الإقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول إنتخابات رئاسية
نزيهة تشهدها البلاد.
وقالت أن مرشح الإخوان محمد مرسي يقدم رؤية إسلامية للدولة، إلا أنها رجحت
أن يتحالف منافسه أحمد شفيق مع الجيش في قمع المعارضة وفرض السيطرة على أي
إنتخابات مستقبلية.
ولكنها قالت بأن الأمر الجيد هو أن نسبة التصويت التي حصل عليها شفيق والتي
تبلغ 24,7%، تظهر أن غالبية المصريين لم يخدعوا بوعوده الكاذبة عن تحقيق
الأمن الذي يخفي خلفه عودة إلى الديكتاتورية.
واختتمت قائلة بأن مصر لا يزال أمامها الكثير من العمل بما في ذلك الضغط
الشعبي المستمر لتأسيس قاعدة للديموقراطية. وأكدت على أن مصر لا تتحمل
العودة لحكم مبارك، ولا التحول إلى إيران جديدة، وأن النموذج التركي، الذي
يتولى فيه حزب إسلامي منتخب الحكم، هو الأقرب.