إلى أخي وصديقي ومعلمي سعادة عطا الله خيري


منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية الخلاقة الحديثة التي التحقت بها جحافل من المؤمنين والمؤمنات بالله نصير المظلومين ، الثائرين على البغي والعدوان الهمجي الصهيوني المدمر والإرهابي الإسرائيلي الاستيطاني القاتل ، ناقلين بنجاح الهم والغم والتشرد الفلسطيني من قضية إنسانية تهتم بالمأكل والمشرب والمسكن والدواء ، إلى قضية إنسانية شاملة تخص كل نواحي شرعة الحياة والحقوق ومن أهم أبعادها السياسية ، ونقلت الشعب الفلسطيني من أرقام لاجئة تحت مسمى حالة تستحق الرعاية في مخيمات الشتات والفقر والانتظار داخل وخارج الوطن الفلسطيني المحتل ، إلى رموز وأرقام وحالة وطنية مقاتلة من أجل الحرية وبناء الدولة الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الأسيرة المستغيثة ، ومن تائهين فاقدين الذات والهوية بعد النكبة ، إلى شعب رابط الجأش والنهى ثابت القلب والقدم مصمم على نيل حقوقه وثوابته باحثا عن هويته وحقه بالوجود والعيش السياسي فوق أرض وطنه المستهدف من كثير من الأمم الطامعة ، من بينها الأخيرة الصهيونية العنصرية البغيضة التي شكلت أسوأ وأحقر صورة من صور الاستيطان والاستعمار التي استهدفت شعبا له كل الحق بأرضه والولاية عليها ، ومن عالة على غيرها في أماكن اللجوء والشتات ، إلى فاعلين فيها صادقين مشاركين مع قضايا أمتهم العربية الواحدة التي هي خير الأمم ، والتي أنجبت قناديل وشموع الحق والحرية وأضاءت طريق التحرير والاستقلال العربي ، ونقلت شعوبها المستهدفة من هامشية نخر الجهل والفقر عودها ، مداسة بأقدام المستعمر اللئيم الناهب للخير والبركات ، إلى شعوب حرة مستقلة واعدة ، بانية متفاخرة بإنجازاتها وعطاءاتها .


وكما بكل المواقع داخل وخارج الوطن الفلسطيني ، يخرج من بين صفوف المناضلين الصادقين المقتربين من تحقيق أهداف شعبهم بالنصر والحرية كوكبة منهم بسبب الموت الحق على النفوس البشرية الذي كتب عليهم ، والذي بسببه انطفأت شموعا ناضلت وضحت من أجل إنارة طريق غيرها ودروب الحرية الوعرة ودهاليز نفق السياسة والوجود المظلم الذي حشر به الشعب الفلسطيني منذ صنعت نكبته ، واعتقد كل من الأعداء والمتآمرين الصانعين لنكبته بأنّ نفق الذل والهوان والموت الذي حشر الشعب الفلسطيني المكلوم والمقهور به ستطول مسافته ويطول أمده ، حالمين بأنه وبعد الانتظار والسجن الطويل بداخله دون رؤية وأفق لحل قضيته سيفنى حلمه الوطني ويتخلى بإرادته وصنيعة وجريرة غيره عن وطنه وهويته وثوابته ، واهمين بصحة نظرية الصهيونية العالمية القائلة بحتمية يهودية فلسطين وخروجها من الذاكرتين العربية والفلسطينية بعد أن يفنى الجيل المنكوب الشاهد على جريمة العصر الكبرى بحقه وحق وطنه وأرضه ، وبعد أن تتأكد الأجيال اللاحقة الساقطة في عالم واسع تملئه وتضيئه الدولارات الهادفة لتنسيها ماء وهواء وسماء واسم فلسطين ، وهو ما أثبتت عكسه الأيام ورفضه الواقع وأفشلته نجوم وقناديل وشموع الحرية والتحرير .



فكثيرة هي النجوم الفلسطينية التي انكدرت عن سماء فلسطين وغيبها الموت الحق دون أن ينطفئ نورها وتأثيرها الإيجابي الذي صنعته لغيرها وأفاد ما تنتظره بآخرتها ، ومن هذه النجوم الفلسطينية الصانعة للمجد وللحرية الفلسطينية التي أقترب بزوغ فجرها وسطوع نهارها ووضوح شمسها التي ستشرق ضاحكة يوما لا شك اقترب فوق كل أرض دولة فلسطين العربية الواحدة الموحدة وعاصمتها القدس ، من هذه النجوم المرحومة المناضلة السيدة رويدة مصطفى خضر الصالحي التي أفنت عمرها مناضلة حقيقية وأما حانية وزوجة صالحة وقضت وهي تذكر بلسانها الرطب بذكر الله ، فلسطين الحرة ، فلسطين الأرض والهوية .


وكثيرات هن النساء الفلسطينيات اللاتي سجلن بدمائهن الزكية وأفعالهن الوطنية كلمات ومفاهيم الحرية والديمقراطية والتحرير ومعاني الحق والعودة والنصر والاستقلال على صفحات كتاب فلسطين وفوق ثراها الطيب المبارك إلى يوم الدين ، وبالتأكيد فمن هؤلاء أختنا وأمنا الجليلة السيدة رويدة الصالحي ( أم علاء ) التي حملت السلاح بيد وما أسقطته يوما بل سلمته بعد الاطمئنان والمرض لأبناء شعبها اللذين حملوه كمقاتلين من أجل الحرية ، وحفظوا الأمانة منصورين ، وحملت بالأخرى القرآن وما كتب الله لها أمانة حتى تلاقيه راض عنها مطمئنة ، فما ردت طالبا أو سائلا أو محتاجا خائبا ، فكانت نعم الأخت والأم لأبناء شعبها ، تغمدها الله في رحمته وأسكنها علياء جنانه وجعلنا الله من اللاحقين لها في جنة الخلد بإذن الله ورحمته ومغفرته ، وخير لاحقين لخير السابقين .اللذين قضوا مناضلين حقيقيين من أجل دولة فلسطين ، وعروبة فلسطين ، وعزة فلسطين .
Alqaisi_jothor2000@yahoo.com