آخر مصائب مستشفى الجامعه.. طفله رضيعه تسقط من أعلى السرير نتيجة الأهمال والتسيب


اخبار البلد : بقلم - محمد سليمان الخوالده
بدأ المواطن ( ر.خ ) حديثه بقوله أتمنى من الله أن يمن على الجميع بالصحة والعافية كي لا يلاقي ما لاقيته في مستشفى الجامعة –قسم الطواريء ، وأخذ يحلف الأيمان الواحد تلو الاخر، أنه لن يأخذ أطفاله الى مستشفى الجامعة مرة أخرى ، عندها قاطعته وقلت له هديء من روعك يا أخي و حدثني بالتفصيل ما الذي حدث? !
وبدأ يحكي والأسى يرتسم على ملامحه يقول: "راجعت مستشفى الجامعة قسم الطواريء يوم الاثنين بتاريخ 28/5/2012 ، لمعالجة بناتي التوأم (لا، ل) ويبلغن من العمر(10) شهور من ارتفاع في درجة الحرارة ولعمل فحص روتيني لا غير ، وخلال وجودنا داخل قسم الطواريء وبالتحديد قسم الأطفال، سقطت إبنتي ( ل) من أعلى السرير الى أرضية المستشفى الصلبه ! فكانت الفاجعة حيث ركضنا اليها أنا وامها والطاقم الطبي المتواجد حولنا ، فكانت صدمتنا كبيره عندما لاحظت أن طفلتي قد فقدت وعيها وتوقف نفسها وتنشجت عضلاتها ، فسارع الطبيب لاجراء ما يلزم وبعد لحظات عاد التنفس اليها وعاد قلبها للخفقان ، وبعدها أمر الطبيب بأخذ صور طبقيه لدماغها للتأكد من عدم إصابة جمجمتها الرقيقة باي كسور ، وعمل تحاليل دم للتأكد من عدم وجود نزيف في دمها ، وهكذا مرت ساعات ونحن ( أنا وأمها) بين الحياة والممات ، فقد كانت صدمة نفسيه لم نتخيلها حتى في الأفلام والمسلسلات .
كان سقوطها بسبب سرير يخلو من الأمان ،فالحواجز الجانبيه كانت غير مثبتة ، فأي إهمال أن يفتقد سرير الأطفال الى الأمان ..وأي حواجز جانبيه (لاصقه ) لاتحمي رضيعه بمجرد استناد ظهر الطفل لها ، أي حواجزجانبية لسريرلاتتحمل وزن رضيع !!.
وأخيرا ظهرت نتائج الفحوصات والتحليلات التي كانت بسبب السقوط ( فالصورة الطبقيه تشير الى سلامة جمجمتها ولا كسور والحمد الله وباقي التحليلات لفحوصات الدم كانت مطمئنة ولا نزيف دم كما أخبرنا الطبيب المختص ) ،وحتى يكتمل المشهد المرعب لذلك اليوم تفاجئت بعد خروجي من قسم الطواريء لقسم المحاسبة وإذا بالفاتورة تتضمن ثمن الصورة الطبقيه والتحاليل الطبيه !!!!
أي منطق هذا!!! أن أدفع ثمن إهمال المستشفى (سقوط طفلتي من سريرالمستشفى ) ، صحت بأعلى صوتي لن أدفع! ، فردّ عليّ المحاسب : سوف تدفع! ، فالتعليمات تنص على ذلك ، وأخير إحتسبت أمري لله ، فكانت فرحتي بعودة الحياة لطفلتي كفيلة بأن أدفع كل مصروف بيتي ..وأقول منهم لله" والحمد لله أنني لم أستجب لنصحية طبيب الأطفال بعمل دخول لها ووضعها تحت المراقبة وعلى نقتي الخاصة بالطبع ، لكن الضرر الأكبر بالنسبة لي كان الضرر النفسي الذي أثر على عائلتي والذكرى المؤلمة التي انطبعت في وجداني ، وكل ما نرجوه هو أن يتم معالجة مثل هذه السلبيات وبأسرع وقت حتى لا يحدث مكروه لأحد لاسمح الله .
هنا نضع تساؤلا عريضا أين إدارة المستشفى من كل هذا ؟ وأين وزارة الصحة من كل هذا ؟ وأين المراقبة والمتابعة لخدمات المستشفى الطبية وتوفيراللوازم الصحية من أسرة آمنة وغيرها ؟؟!! أي تسيب وإهمال يحدث في أكبر مستشفيات عمان ؟! حقا إنه لشيء مؤسف عندما نقارن بين مستوى الخدمات في مستشفيات الدول الأوروبية التي أصبحت تهتم بعلاج القطط والكلاب وتامين راحتها وأمنها وأمانها من السقوط من أسرتها في حين أطفالنا وفلذات أكبدانا لم يحصلوا على خدمة ترتقي لقطط أوروبا !!!
حقيقة كان لا بد من تسليط الضوء إعلاميا على هذه القصة الحقيقية لمعاناة مواطن يعمل موظفا في إحدى الدوائر الحكومية ونشرها للقارئ الكريم بحيادية تامة وكما حدثت بالفعل دون مبالغة تذكر ، لنضعها أمام المسؤول المعني بشفافية لمعالجة الاختلالات و حرصا منا أن يبقى هذا الصرح الطبي بالمستوى الذي عرفناه ،فالهدف ليس التشهير بإدارة المستشفى بقدر أن تتحقق الفائدة للجميع ، فالخلل كان إداريا وليس طبيا ، وحقيقة لا يختلف عليها اثنان أن مستشفى الجامعة يملك خبرات طبية حققت سمعة محلية وعربية يشهد لها الجميع ، لما تميزوا به من خبرة ومهارة فائقة جعلت الاردن مقصدا للجميع ، نتمنى من الله سبحانه أن تبقى مكانة الاردن متقدمة في المجال الطبي وفي جميع المجالات اللهم آآآمين .
msoklah@yahoo.com