الحزن.. ويا عناء النفس بالوطن!
اخبار البلد
.. افظع من جريمة حولة وقتل اثنين وثلاثين طفلاً فيها، أن تحاول السلطة انكارها، والقول بأن الصور التي صعقت العالم كانت مأخوذة في العراق!!.
مع ان السلطة ذاتها ذبحت اثنين وعشرين ألفاً في مدينة حماة، واستطاعت أن تحوّل الجريمة إلى إشاعة وأن تمررها على العرب والعالم على أن الاستعمار والامبريالية والصهيونية استصنعتها!!. مع أن من الطبيعي حتى لنظام كنظام الأسد، أن يعلن عن فتح لجنة تحقيق بالمذبحة،.. وأن تبدأ بالاعتراف بها!!.
لا ينفع أن تفتح إذاعة لندن أبوابها كل ليلة للناطقين باسم النظام الدموي ليقولوا أولاً:
- إن مهمة الجيش هي الدفاع عن المواطنين ضد عناصر الإرهاب المسلح!!.
- ثم: إن الجيش دمّر جزءاً من القرية أما القتلة الذين استعملوا السكاكين فقد جاءوا من حماة أو من حلب، وذبحوا الأطفال.
- .. ثم أن صحفياً إيطالياً قال إن الصور المعروضة هي صور جرائم أُخذت في العراق!!!، وكأن نظام الأسد لم يدفع بالآلاف لذبح أطفال العراق من جماعات «القاعدة» و»القائمة»!!.
والمعارضة أيضاً ساهمت بغباء منقطع النظير حين نسيت الجريمة، وركزت في تصريحاتها على ضعف المراقبين الدوليين، وقلة عددهم، ومحدودية عملهم. وذهب أحد الناطقين باسمها إلى الاستشهاد بما كان يفعله المفتشون الدوليون في العراق حين كانوا يدخلون قصور صدام حسين للبحث عن أسلحة الدمار الشامل!!.
يستطيع النظام السوري الآن، أن يتعلّم من طغاة إفريقيا فيأمر القائد الملهم بتشكيل لجنة تحقيق بالمذبحة. فذلك أفضل من انكارها أو اقتسامها.
وتستطيع إذاعة لندن بدل فتح أبوابها للترويج أن تتوقف عن تغطية النفاق البريطاني والأميركي في المسألة السورية. فإذا كان المطلوب انهاك طهران بالضغط على سوريا أو بتسليط حزب الله على الحكم في لبنان، أو بالتراجع عن دعم حماس والجهاد ودفعهما إلى المصالحة الداخلية والتسوية، فذلك كله لا يكون بالتجاوز عن المسؤولية الأخلاقية فما الفرق بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبين روسيا والصين في تعاملهم مع كارثة الشعب السوري؟!.
نشعر بالحزن لأننا نعيش هذا الزمن الذي استطاع الطغاة في الشرق والغرب أن يحولوا وطننا إلى مستنقع دم، وأن يحوّلوا أبناءنا إلى قتلة ومجرمين!