يزيد ابو تايه يكتب ( عاشق خلف الشباك ناطر ) !!

الإنتظار من أصعب الأشياء على العاشق , ذاك العاشق الصادق الذي تواجد في زمن قل فيه الوفاء وانتشر فيه الكذب .

دائماً يجلس خلف الشباك ناطر !!

لعله يرى من يحب وتبرد عيونه التي أعماها حرارة الإنتظار .

جلس طويلاُ خلف الشباك إلى أن بزغ نور الشمس وهو دائماً على هذا المنوال !


في هذا الزمن الذي قل فيه الوفاء وانتشر فيه الكذب أصبح هذا العاشق الصادق نادر الوجود يتلفت من خلف الشباك وعيونه لا تكاد تظهر من بين برادي الشباك !

هذا العاشق حفظ أحلى الكلام وصار عاشق , وتحلى بأجمل الصفات وصار نادر .


عشق في زمن لا يقبل عشقه ! يصفونه بالمتخلف لصدقه وبراءة عشقه ويدعونه بالعاشق الخجول الذي يتخبئ خلف الشباك !

جاءت طيور الصباح تحط على الشباك وتشرب من دموع ذاك العاشق تفتكر أنه ماء من السماء !!

ولا تدري هذه الطيور أنها دموع ذاك العاشق الذي ينتظر وناطر خلف الشباك .

تعجب جيرانه من طول صبره وانتظاره على الشباك دائماً يناظر لعله يرى من يحبه , حتى ظنوا انه دميه أو مزهريه خلف الشباك !!

قالوا عنه : حفظ أحلى الكلام وصار عاشق , وتحلى بأجمل الصفات وصار نادر !

لكن !!

يا للأسف صدق المشاعر تغتصب !!!!

يا للأسف العشق الصادق يظلم !!!

جلس كعادته خلف الشباك ناطر , طال إنتظاره وخاف ان يكون خله جافاه فدائماً يراقب الشوارع وهو خلف الشباك ناطر !


عشق صادق وفي نقي , لكن اليوم وفي زماننا هذا أصبح هذا العشق نادر مثل ذاك العاشق الذي خلف الشباك ناطر ...


وبكى وقام الشباك بحزنه يشاطره حتى أصبح بينه وبين الشباك قصصاً ومواقف !!!

تحلى بأحلى الصفات وصار نادر وجلس خلف الشباك وطول الوقت ناطر ....