سلبية عقلية الإخوان المسلمون


أتمنى على الإخوان المسلمون أن يكونوا أكثر تعقلا وأكثر حصافة وان " يحطوا على رأسها " وعدم استعجال إطلاق الإحكام وتعميم الإحكام والتصرف بعرفية وعدم اخذ السابق باللاحق ن في التأني السلامة .

ثم من الواجب أن يترك الإخوان عقلية تفكير الخمسينات والستينات من القرن الماضي لان عقلية الحركة وشعاراتها الثورية في تلك الحقبة ما عادت تنفع في عهد الفيس والتويتر والتانغو وقد انقشع الطلاء .

كما وانه يتوجب على الحركة أن تصلح نفسها وان تشمل كوادرها بالإصلاح وان ترصد حراك الشارع جيدا الذي فقد ثقته في كل شيء حتى الجماعات الإسلامية التي في أكثرها أذاقتنا الويلات واثبت عدم جدواها وعقلياتها التآمرية الصدامية بانقلابات قياداتها على بعضها البعض إذ يتوجب على كل حركة وحزب أن يجدد الدماء والحياة في عروقه لان الحزب مثل الكائن الحي يحتاج إلى تكيف مع الظروف خوفا من انقراض الديناصورات فما عاد جيل الفيس متشجع لحكم المرشد والمراجع والاملاءات .

واعتقد أن ركوب الموج وحراكات الإخوان القرعاء أصبحت واضحة بعد أحداث الربيع العربي التي كشفت سوءة الأنظمة والجماعات على حد سواء ، وما جرى ويجري في مصر وليبيا وسوريا والعراق ، فلقد ثبتت اتصالات الجماعات الإسلامية واستعانتها بالشيطان الأمريكي تماما كاتصالات الأنظمة العربية تماما تلك التي وصمناها بالعمالة والخيانة والتبعية .

وهنا من باب ذكر الشيء بالشيء وبالرغم من مبادرات الدولة الايجابية لاستكمال مسيرة الإصلاحات والإعلان عن إجراء الانتخابات النيابية هذا العام بنزاهة وشفافية وتشكيل الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات النيابية وإقرار قانون المحكمة الدستورية إلا أن جماعة الإخوان المسلمون لا زالت تتعامل بسلبية مطلقة وفقا لما نتلقاه يوميا ونستمعه من بيانات وتصريحات قيادات الحركة ونشطائها تشكك بنزاهة الانتخابات النيابية القادمة ونتائجها مسبقا بما يثبت العقلية الاخوانية التآمرية .

لم يبد الإخوان لغاية اللحظة ايجابية ومرونة في التعامل مع مخرجات الإصلاحات التي صاغها أبناء الوطن في صيغ لا نقول أنها مثالية ولكننا نجزم أنها توافقية لأنه من غير المعقول أن تحكم الدولة ومستقبلها عقلية المرشد وان تتخذ الدولة سياستها من دين الدولة عقلية المرشد فالإرهاصات التي تجري على الساحة الأردنية تدفعنا لنسحب صورة العقلية الواقعية التآمرية في غزة ومصر والعراق على المشهد ونحن نرى عقلية أرحيل وبني أرشيد والذنيبات الصقورية تطغى على المشهد فضلا عن تسلل عقلية التكفير والقاعدة على قواعد وكوادر الحركة .

ليعذرني الإخوان في وضوحي وربما جرأتي وواقعيتي في تناول موضوع الإخوان وعلى الإخوان أن يستمعوا ويقرؤوا حركة الشارع ونظرته وتفكيره تجاه الحركة اليوم لان العالم شهد الكثير من التغيرات في نظرته ليس للأنظمة فقط بل والجماعات أيضا فنظرة الإعجاب للجماعات تبدلت اليوم وفقدت بريقها ونوجه نقدنا لا من باب الطمس والإلغاء بل من باب الإدلاء بدلونا نحو الواقع السحيق !