بعد ان ساعده ماسوني ايطالي في تخليص بضاعة في الجمارك الاردنية ، اردني يطالب بترخيص نادي على غرار الروتاري
اخبار البلد –
خاص
شرح المواطن
عدنان روسان في مقال ، قصته مع الماسونين الإيطالين وكيف استطاع إيطالي ان يحل
مشكلته مع الجمارك الأردنية دون حتى معرفته طريق الأردن ودون زيارة مسبقة له للمملكة ،
وتكمن القصة ان الروسان وهو تاجر قرر ان يقيم معرضاً للمنتوجات الإيطالية في عمان
، ولكن بسبب إجراءات الجمارك الروتينية قرر إلغاء المعرض وصرف النظر عنه ، لكن
طمئنه صديق إيطالي له ان خلال دقائق سيتم حل المشكلة بأكملها ، ولم تكن ساعات حتى
قامت الدنيا وقعدت بالمطار والجمارك لمساعدة التاجر .
ذهب التاجر
إلى إيطاليا لزيارة صديقه وقال له كن ممتناً للمحفل الماسوني الذي ساعدك في تخليص
بضاعتك .
وطلب الروسان
بإنشاء محفل ماسوني على غرار نادي الديونز والروتاري
يشار ان قضايا
الماسون بدأت تستطع للنور وخصوصاً بعد محاولة البعض إقتحام المعلمين والسيطرة
عليهم ، بعد ان سيطروا على العديد من النواب والإسلاميين والشخصيات السياسية
الكبيرة .
وقد تم إغلاق
المحفل الماسوني الاردني سابقاً ولكن على مايبدو تم إعادة افتتاحه لمن يرغب
بالإنضمام إلى البناءين الاحرار .
نص مقال عدنان
الروسان :
الحديث عن الماسونية
كالحديث عن قصة إبريق الزيت ، لا تكاد تنتهي من الحكاية حتى تبدأ بها من جديد وتبقى تدور في مكانك بين أيقونات ورسومات ورموز
، والحديث في الماسونية ذو شجون وممتع فأنت تغوص في زوايا التاريخ ودهاليز الحاضر بين
الحقيقة والخيال ، ويعجب الماسونيين هذا الحال السائد بين الناس ، فالرمزية والطقوس
والأحاديث وأنصاف الحكايات تزيد من ضبابية المشهد وترسم حولهم هالة من الهيبة وربما
الخوف ، وتزيد من قبول الناس الذين يتم اختيارهم وتزكيتهم ليكونوا أعضاء في المحفل
الأعظم وليصبحوا جزءا من الأخوية العالمية
، بينما تداعب خيالاتهم أن البنائين الأحرار سيدعمونهم في مجالات عملهم و سيصبحون
من الأغنياء وإن كانوا أغنياء فسيحظون بمعرفة أصحاب النفوذ والشهرة .
كان من بين أصدقائي
رجل ايطالي وكان أن اتفقنا على أن نقيم معرضا للمنتوجات الإيطالية في عمان وتحمس للفكرة
وشحنا بضائع من ايطاليا عينات إلى المطار ، وما أن وصلت العينات وحاولنا التخليص عليها
حتى بدأت تعقيدات الجمارك والتخمين والرسوم وفتح الطرود ، والبضاعة ملابس ولا تحتمل
الفتح والإغلاق وبعد تبويس لحى وهات يابو الهات وصلنا إلى طريق مسدود وقررت أن أعيد شحن البضاعة إلى ايطاليا وإلغاء المعرض
في حينه ، والذي لم يتبقى على موعد افتتاحه سوى يومان واتصلت بصديقي الإيطالي لأخبره
بقراري إلا انه ضحك وقال ابق كل شيء على ماهو عليه ولا تهتم ، قلت له يا رجل أنت ما
بتعرف الأردن والجمارك ، قال لي أنت اللي ما بتعرف الأردن ، وسكت ووصل الرجل في اليوم
التالي وبعد أن سمع مني التفاصيل قال لي سأحل لك المشكلة ، قلت كيف وأنت لا تعرف أحدا
في الأردن ولم تأتي إلى هنا قبل اليوم ، قال ستفهم كل شيء ، و حاولت أن استفسر منه
عما يريد أن يفعل فقال لي لا تحمل هما ، سأقوم بزيارة وبعدها ستحل المشكلة ،..
بعد ساعتين اتصلت
معي كل الدنيا التي في المطار موظفو الجمارك ومدراء كل شيء لأذهب وأخلص على البضاعة
بدون أن تفتح ولا تفحص ولا تدفع ولا تعاين ، سبحان الله العظيم ، يا فرج الله ، وأحسست
بأنني صغير في وطني ، الطلياني ابن الكلب حل المشكلة بخمس دقائق واستقبلني الناس في
المطار وكأنني مندوب رئيس الوزراء أو أحد كبار المسئولين وتنافسوا في إرضائي بدون سبب
اعرفه وقد كانوا متجهمين بوجهي في اليوم الذي سبقه .
حاولت أن أعرف
السر إلا أن الإيطالي وعدني أن يخبرني بعد أن نعود إلى ايطاليا ، فوجئت أيضا بأن ابن
رئيس وزراء شهير صار على علاقة مع الإيطالي
خلال خمس دقائق أكثر من علاقتي معه التي كانت مستمرة منذ سنين طويلة حتى أنه
دعا الإيطالي إلى بيته ونسي أن يدعوني ، وحدثتني زوجة أحد المسئولين كم هو ظريف ذلك
الإيطالي و صرت اذهب إلى المرآة لأرى كم أنا بشع لا أحظى بنظرة من امرأة أو مسئول في
عمان التي أعرفها شبرا شبرا وزنقة زنقة بينما الإيطالي سرق الأضواء مني خلال خمس دقائق
.
عدت الى ايطاليا
وكان أول شيء عملته أن قدت سيارتي من المطار للقاء الإيطالي قبل أن أذهب إلى بيتي ،
ووجدته يضحك ويقهقه وهو يسلم على ، قلت له بدون مقدمات "خلينا ندخل في الموضوع " قال وقد عرف
ماذا أريد أذهب إلى بيتك وتعال إلى العشاء الليلة وسأشرح لك ، ذهبت إلى البيت واسترحت
من وعثاء السفر واستبدلت ملابسي وفي المساء كنا على ضفاف بحيرة الجاردا الجميلة في
قرية بيسكسسرا الهادئة الرائعة أنا والإيطالي وايطالي أخر لا أعرفه عرفنا على بعض ثم
بدأ بالحديث عن الأردن والأردنيين ، قلت له ، جوفاني اختصر وأجبني على ما أريد معرفته
، قال أنا في محفل الجاردا الماسوني التابع لمنطقة فيرونا والذي يخضع لحاكمية المحفل
الأعظم لمنطقة بريشا ، وكأنما صب أحد على رأسي دلوا من الماء البارد ، بقيت صامتا ومحدقا
في جيوفاني ، وابتسم وهو يشير إلى الرجل الذي كان معنا ، قال أعرفك على السيد ....
رئيس محفل منطقتنا وذكر لي رقم المنطقة ، فلكل منطقة رقم ، وحياني الرجل مرة أخرى وقال
لي انه يرحب بي لزيارة المحفل يوما وتناول طعام الغداء ، وشكرته على ترحيبه ودعوته
وعدت إلى جيوفاني ، وقلت بين الجد والمزاح ، إذا فإخوانك الماسون في الأردني هم الذين
سهلوا التخليص على البضاعة وإخراجها ، هز رأسه موافقا وقال الم يكن ذلك في صالحك ،
وحللنا مشكلة معقدة كنت تريد إلغاء المعرض بسببها ، قلت بلى ، قال إذن عليك أن تكون
ممتنا للماسون ، ابتسمت وهززت رأسي ..
طبعا لم يعد ما
أكتبه مقالا بل قصة طويلة عن الماسونية ، والحقيقة أن ماقادني إلى هذا الأمر هو انتهاء
أعمال مؤتمر الماسونيين في العقبة والذي عقد تحت مسمى نادي الروتاري ، وبالطبع فإن
نوادي الروتاري نواد ماسونية رغم إنكارهم لذلك ولكن لو تقدمت أنا يوم غد إلى وزير الداخلية لتأسيس ناد
على غرار نادي الروتاري ÷ فهل يصرح لي بذلك ، اشك ولكن أن فعل فسأفعل وسأذهب لترخيص
ناد شبيه بنوادي الروتاري والليونز المرخصة والتي تعمل في الأردن جهارا نهارا و في
الأسبوع القادم سأكمل بعض مطالعاتي و شهاداتي الشخصية على النشاط الماسوني الأردني
...